حبك يا وطن

Tuesday, September 14, 2010

كيف نشأ الكون؟

سؤال مثير للجدل لقرون مضت وقرون قادمه ، لماذا وكيف تشكل هذا الكون؟ وهل توجد أكوان أخرى؟ وهل يستطيع الإنسان في يوم من الأيام إكتشاف أسرار هذا الكون العظيم؟

كل هذه الأسئله ، وكم غفير من الأسئله والشبهات الأخرى كانت ومازالت في محل إهتمام شديد من قبل العلماء السابقين والحاليين. منذ قرون مضت ، قام علماء الإغريق القدامى ومن بعدهم غاليليو، ثم نيوتن ، ثم آينشتاين ، ثم فينمان ، ثم جميع العلماء التابعون لهؤلاء، بدراسه واسعه وشامله للنظريات الفيزيائيه الحديثه ، في محاوله جاده وعلميه بحته في معرفه أسرار هذا الكون ونشأته ، فياترى ما هي آخر هذه الدراسات؟ وهل هناك تقدم؟

بالطبع لا تخلوا أي دراسه او نظريه حديثه من الجدل ، فالعلماء الفيزيائيين الحاليين مصنفون من قبل الكثير من المتشددين دينيا على أنهم أعداء التدين ، فعلم الفيزياء الحديث والذي يحتوي على العديد من الفروع المثيره للجدل كفرع ميكانيكا الكم ، وفرع فيزياء الكم ، وفرع النانو فيزياء المختص بالمواد الدقيقه جدا ، كل هذه الفروع والعلماء الباحثين فيها أثاروا جدلا واسعا بالسابق ، واليوم عاد أشهر عالمين في عصرنا هذا إلى دائره الجدل الكبيره جدا ، وتصدرت أقوالهم الصفحات الأولى للصحف العالميه.

العالم الفيزيائي ليونارد ملوديناو والعالم الفيزيائي ستيفين هاوكن ، والذي إشتهر بنظرياته بالقرن الماضي عن الثقوب السوداء،  يزعمون في كتابهم حديث الإصدار "التصميم العظيم*" بأنهم وصلوا إلى العديد من النظريات الفيزيائيه الكونيه التي من شأنها تفسير العديد من الأمور ، منها نشأة الكون ، وأيضا يزعمون على أنهم إستطاعوا بعد مرور قرون عده أن يجدوا نظريه فيزيائيه موحده لجميع النظريات السابقه ، كما أراد آينشتاين أن يفعل، والتي تشمل تفسيرات كثيره لأمور ماكان لأحد أن يضعها محل النفاش من قبل ، سواءا بسبب إيمان الكثير منا بأنها أمور غيبيه لا يمكن تفسيرها ، أم بسبب عدم إكتراث الكثيرين لهذه الأمور.

علماء الفيزياء ، ومنهم هاوكن وليونارد ، توصلوا إلى أن الكون الذي نعيش بداخله حاليا لا يحتوي على ثلاثة أبعاد كما كنا نعتقد بالسابق ، بل تعدى ذلك وفسر العلماء على أننا نعيش في محيط يحتوي على 11 بعد ، ولكل بعد من هذه الأبعاد زاويه معينه ، يختلف النظر إلى كل القوانين الفيزيائيه السابقه بإختلاف هذه الزوايا ، وبذلك تكون نظريه هاوكن وليونارد بأنه هناك العديد من الأكوان الكبيره ، وكل هذه الأكوان تحتوي على أبعاد مختلفه للماده ، وكل بعد له فيها زاويه معينه ، تجعل من خواص هذه الماده وهذا الكون صالحا للعيش أم لا وتحدد أيضا معادنه وتركيبة مواده. مثالا على ذلك هو بأن الكيمياء تحدد بأن وزن النايترون لا يمكن باي شكل من الأشكال أن يكون أصغر من وزن البروتون ، ولكن من الممكن أن يكون هناك نايترونات أخف من البروتونات في عالم آخر لإختلاف أبعاده، وهكذا

كتاب "التصميم العظيم" في طريقه إلى مكتبتي ، وأكاد أفرغ من الصبر حتى أقرأ ما بداخله ، مع العلم بأنني ترددت كثيرا خصوصا بعد معرفه بأن الكاتبين إبتدأ كليهما حديثه بعبارة "الفلسفه ميته" وأن لا وجود لها بينهما ، ولكن سرعان ما أدركت بأن المقصد من وراء هذه العباره هو أن لكل أمر يحصل في هذا الكون تفسير علمي بحت ، وبالبحث والتفكير المطلق بهذه الأكوان والنظريات الفيزيائيه المعقده ، نستطيع تحليل أسرار هذا الكون يوما بعد يوم.

آسف على الإطاله ، ولكن إستغربت بشده عدل تطرق الإعلام الجميل لدينا لمثل هذه الأخبار ، خصوصا وأن هذا الإكتشاف الفيزيائي الحديث ، والملقب بنظرية "الإم - ثيري**" هو موضوع الصحف العالميه بأجمعها وبإختلاف توجهاتها ، وأضحكني جدا المتدين منها عندما ترك الكتاب بكل صفحاته وتعلق بتصريح هاوكن بأنه لا يحتاج إلى خالق لإكتشاف نظريات الكون ، وكأن هاوكن هو أول إنسان على وجه الأرض لا يؤمن بوجود خالق والعياذ بالله.

سأكتب عن الكتاب بتفصيل أكثر بعد القراءه ، متمنيا لكل من يهتم بهذه المواضيع قراءه ممتعه للكتاب وإتحافنا برأيه إن لم نكلف عليه. شكرا

================================

* The Grand Design, Stephen Hawking, Leonard Mlodinow.


** M-Theory.

4 الـتـعـلـيـقـات:

violinist_q8 said...

لا افضل من الدكتور صبري الدمرداش في تفسير وشرح الظواهر الكونيه
مع هذا الكتاب فعلا مشوق للاستفاده. اتمني معرفة اساس النظريات
والاستناد الذي بنوا علي اساسه المعلومات
سبحان الله رغم المعلومات التي يملكونها وتطور العلم الم يقتنعوا بعد ان الكون لم يخلق صدفه ؟

well_serviceman said...

violinist_q8:

قد أختلف معك على مقدرة الدكتور صبري الدمرداش بتفسير نشأة الكون بدرجه علميه بعيدا عن تفسير القرآن ، فالقرآن نعم فسر كل مافي هذا الكون ولكن الوضع مختلف عندما نتحدث عن علماء من مختلف الديانات مجتمعين على نظريه فيزيائيه ، لا نظريه دينيه،
نعم هو دكتور في العلوم الطبيعيه ولكن ذلك بعيد كل البعد عن الفيزياء المركبه ، والذي حتى هذه اللحظه لم أجد إسم باحث عربي واحد ضمنه، ولربما أكون مخطئ.

الكتاب عزيزي مفيد جدا لمعرفه النظريات الفيزيائيه الواقعه خلف تكوين الجزيئات والمواد المركبه ، والتي بشكل من الأشكال تفسر نظريه الإنفجار الكبير وتحدد هويتها بشكل مبسط للقارئ العادي، وتضيف إليها نظريه الإهتزاز السلكي الحديثه وغيرها من النظريات الحديثه لتفسير تكوين الماده.

مع أن الكثير من الصحف المتشدده نقلت تصريحات شاذه عن علماء فيزياء ، ومنهم هاوكن، بأن الماده خلقت من عدم ولا يوجد خالق للكون والعياذ بالله ، ولكن كن على يقين بأنه لا يوجد عالم فيزيائي محترم يقول بأن الماده خلقت "صدفه" أو من عدم ، كل الإختلاف واقع على اذا ما كان المسبب لها هو إله أم أمر آخر.

أشجعك على قراءه هذا الكتاب للفائده الكبيره "فيزيائيا" خلفه كما سأفعل، تحياتي لك وشاكرلك المرور.

EXzombie said...

اجمل نكتة سمعتها هي في مقارنة هوكنغ مع صبري الدمرداش

well_serviceman said...

EXzombie:

ما أسميها نكته لكن أسميها غلطه كبيره لا تغتفر.

تحياتي.