بدأت للتو مشوار القراءة الممتعه في رحاب كتاب التصميم العظيم * لستيفن هوكنغ وليونارد ملوديناو ، وبالطبع لم أتعمق كثيرا بالقراءة اليوم بسبب تشتت تفكيري والذي إستدعى إكتفائي بقراءة فصلين فقط من هذا الكتاب السهل القراءة والمتسلسل الاحداث.
إبتدأ المؤلفان هوكنغ وملوديناو الكتاب بالفصل الاول كمقدمه ودراسه تحليليه لتاريخ علوم الطبيعه والكون ، وكبدايه طرح المؤلفان تساؤلات عديده يطرحها جميع من على هذا الكون منذ الأزل ، كيف نستكشف العالم أو المحيط الذي نعيش بداخله؟ كيف يتصرف الكون؟ ماهي طبيعة أو آلية الحقيقه؟ من أين أتى كل هذا؟ هل يحتاج الكون إلى خالق لتفسيره؟
جميع هذه التساؤلات وأكثر إعتادت أن تقتصر على الفلاسفه ، ولكن الفلسفة اليوم ميته ، فالفلسفه والفلاسفه لم يعد بمقدورهم معاصره هذا التطور الهائل في المجال العلمي الذي نعيشه اليوم ، وتحديدا في مجال الفيزياء.
بهذه العباره بدأ المؤلفان كتابهما ، ومن ثم إنطلقا في عالم لا محدود ، فمع قراءتي لكل كلمه أزداد شغفا للمتابعه ، ويغوص عقلي في محيط لا نهاية له يشبه تماما فضاءنا الهائل ، وشوائب هذا الفضاء هي تناثير من أحرف ومصطلحات فيزيائيه معقده ، وأسامي الفلاسفة الأوائل في مجال العلوم تحترق فيه كالشهب.
الفصل الثاني كان ممتعا جدا ، أطلق المؤلفان هذا الفصل للرد المثمر على ثلاث أسئله ختما بها الفصل الأول ، ولكل سؤال خصصا ما يكفي من ردود وإستفسارات تناقض الجواب المعتاد على كل سؤال من هذه الاسئله على حده ، كانت خاتمة الفصل الأول تستفسر ، لماذا يوجد هناك شيئا بدلا من العدم؟ لماذا نحن موجودون؟ لماذا فقط هذه الحزمه من القوانين وليست قوانين أخرى؟
ثم إنطلق الفصل الثاني ، فجاء بأسماء كبار فلاسفة العالم في فترات زمنيه مختلفه ، وكان أغلبهم يعود إلى مدينه إغريقيه صغيره تدعى أيونيا * والتي كانت تضم نخبه من الفلاسفه الذين وضعوا الحجر الأساس لبعض نظريات العلماء اللاحقين لعهدهم ، بعض من ذكرهم المؤلفان هو ثيل ، أروستايل ، و فيثاغورث.
جميع هؤلاء بالطبع لم يكونوا علماءا في مجال العلوم كما نعرفهم اليوم ، ولكنهم كانوا فلاسفه لا يضعون أرقاما حسابيه ولا حتى إثباتاتا ملموسه لنظرياتهم أو فلسفتهم المطروحه ، فقد كان كل عالم من هؤلاء يطرح أفكارا فلسفيه بحته تتمركز حول "ماذا" يحدث في الكون ، أو الأرض ، ولكن لم يأت شخصا منهم بامثله أو حتى بدليل واحد عن "كيفية" حدوث هذه الظواهر أو هذه الأفكار. فقد كان هذا العصر والعصر الذي بعده يعج بالديانات المختلفه ، والتي كانت تحرم على الشخص طرح أي مسأله من شأنها المساس بالآله آنذاك ، وهم آله الطبيعه جميعا كإله المطر والزلازل والبراكين...إلخ
إنتهى زمن الفلاسفه ، وإبتدأ زمن النظريات الرياضيه المعقده ، والتي تلغي الفلسفه وتثبت ما يطرحه العلماء بلا مجال للشك أو للجدل ، وكان أول الأشخاص الواضعين لحجر الأساس هم غاليليو ، وبالطبع لا ننسى فينمان. فهما مشهوران تاريخيا بقيام كليهما بوضع مجموعة من القوانين الرياضيه والفيزيائيه التي فسرت بعض ما طرحه الفلاسفه من قبل ، فقاما بهذا العمل بشطب بعض ما إعتقد به الفلاسفه الأوائل أو "الكلاسيكيين" من جهه ، وقامو بتأكيد بعض ما جاء في فلفسة فيثاغورث أو أروستايل.
قبيل إختتام هذا الفصل ، تطرق الكاتبان إلى أحد أهم العقبات التي كانت تواجه العلماء في العصور الأولى لبداية علم الفيزياء ، أو علم الطبيعه كما يسميه البعض ، وهو التدين أو مفهوم التدين السائد آنذاك ، وشرح كليهما أيضا كيف كان بعض العلماء يمتلك عقليه فذه جدا للتملص من المساءله الدينيه لدى القيادات ، فقد كانوا يجبرون على إضافة كلمة "الرب" خلف بعض التفسيرات لقوانينهم المعقده ، حتى لا يجعلوا هناك مجالا للنقاش مع الطرف المعادي لهذه العلوم آنذاك ، وما أكثرهم.
بهذا يكون المؤلفان إختتما هذا الفصل ، ولكن ليس قبل وضع مجموعة جديده من الأسئله للفصل القادم ، ليتم الإجابه عليها والتعليق بعمق أكثر مستمدين الإجابه من التاريخ العلمي والتاريخ الديني لبعض المناطق المشهوره بالعلماء ، ما هو أصل هذه القوانين؟ "أي قوانين الطبيعه" وهل هناك أي إستثناء لهذه القوانين كالمعجزات مثلا؟ وهل هناك فقط مجموعة واحده من القوانين التي تفسر الكون؟
بالطبع إزددت شوقا لمتابعة القراءه ، ولكن توقفت لتشتت إنتباهي وأكاد أفقد صبري للمتابعه ، سأتمم الفصل الثالث في خلال هذه الأيام وسأكتب المزيد وأشرح بصوره أكثر تفصيلا في المقالات القادمه ، وإلى ذلك الوقت أتمنى لكم قراءه شيقه
============================
* The Grand Design, Stephen Hawking and Leonard Mlodinow.
* Ionia: Scholars in ancient Ionia.
2 الـتـعـلـيـقـات:
ياليت تكتب عن الي استفدته من قرايه كتاب كامل يحتوي على مئات الصفحات لان صراحه احسها مضيعه وقت افضل الكتابات القصيره واكتفي بالتفكير والاستنتاج بروحي
موفق
KrKor:
عمرها قراءة الكتب ماكانت مضيعه للوقت ، عموما الكتاب جدا جميل ، يتحدث عن تاريخ الفيزياء منذ العصور الأولى والنظريات الفلسفيه القديمه إلى الفيزياء المعقده أو كما يسميها الكثير "فيزياء الكم" الحديثه
الكتاب يأتيك بكل هذا التاريخ ليربط مابين النظريات الأساسيه للفيزياء وكيف أنها جميعا نظرية واحده بأوجه مختلفه ، ويركز على النظرية الحديثه الملقبه بالنظرية الشامله "إم ثيري" التي تجمع جميع النظريات الفيزيائيه الطبيعيه في تفسير الماده والتكوين
شاكرلك المتابعه عزيزي.
Post a Comment