حبك يا وطن

Saturday, August 21, 2010

إلى من يهمه الامر

تصاعدت الأصوات بالآونة الأخيره المتعجبه من تراجع كبير  وملحوظ في أعداد مرتادي المكتبات العامه ، والتي تعتبر ظاهره غريبه ليست فقط على الكويت فحسب ، بل على مستوى العالم ككل. اليوم وبعد كل تلك الأصوات والإستغرابات الموجهه من قبل الكثير من الصحف والقنوات المحليه ، أستغرب وبشدة عدم التطرق لهذا الموضوع بجديه من قبل المعنيين بالأمر ، وخصوصا من قبل جهات الدولة المسؤوله مباشرة في إستمرار وتفاقم هذه الظاهره.

 تعالوا معي لنبحث قليلا بالمنطق والعقل ، ونرى فيما اذا كانت أجهزة الدولة بالفعل لها ذراع في هذه المشكله أم لا ، ولنتذكر أيضا الصمت الرهيب من قبل مجلسنا الموقر المنشغل بالكثير من الأمور التافهه.

بالسابق عندما كنت في المرحلة الثانويه ، كان هناك بعض المعلمين من أصحاب الذمم البيضاء والذين كانوا يطلبون منا كطلبة بإستمرار عمل بحوث وأوراق تحليليه لعدة مواضيع ، وكنا بالطبع لا نستطيع القيام بتلك المهمه إلا عن طريق المكتبه العامه أو مكتبة المدرسه ، حيث كنا نذهب إلى تلك المكتبات لإقتناء الكتب المختصه في الموضوع المحدد لعمل البحث الوافي.

أما اليوم وبعد مرور سنوات معدوده ، أصبح من النادر جدا أن يطلب المعلم أو المعلمه من الطلبه والطالبات عمل بحوث كتلك التي عملنا في السابق ، وإن فعلوا ذلك تجد الطالب بكل راحة بال وعقل يقدم البحث للمعلم على طبق من ذهب ، من غير أن يحرك ساكنا!

البركة بالطبع تعود إلى مراكز "خدمة الطالب" المنتشره اليوم بشكل مخيف في كل فرع وطريق ، والتي كانت بالسابق مقتصره فقط على التغليف والطباعه ، أما اليوم فهي أشبه بمراكز الإيداع المصرفي ، كل ما عليك فعله هو إعطاؤهم الدنانير ليلبوا لك ما تتمنى وتشتهي. أين الحاجة للعناء والذهاب إلى المكتبة العامه ، والتي عادة ما تكون في مكان أشبه بمدينة الأشباح للأسف ، ونحن نمتلك هذا الصرح الأكاديمي المشرف للدولة والملقب بمركز خدمة الطالب!

المشكلة بالموضوع لا تقف هنا ، بل أصبح اليوم مرتادي المكتبة العامه مصنفون تحت مسمى "المعقدين" لدى الكثير من أبناء الجيل الجديد ، فهذا الجيل تربى على "النغنغه" والمراكز التي تجعل عقلك في سبات عميق جدا وتوفر عليك الجهد ، فياترى أين مسؤولي الدولة عن هذه الأماكن التي فعلا تشرف البلاد وتعكس صورة جدا حضاريه عن تطور أمتنا الجليلة وعصر السرعه؟

أستغرب وبشدة سكوت الجميع ، بمن فيهم من يقرأ هذا المقال اليوم عن هذا الموضوع ، فالمشكله ليست فقط بقلة مرتادي المكتبات العامه ، بل المشكله أكبر وأوسع من ذلك بكثير ، فهي مشكلة ستتراكم وستخرج عن السيطره بالقريب العاجل ، فكم شخص منا اليوم أصبح لا يطيق قراءة الكتب؟ وكم شخص منا بات غير مستعد للذهاب إلى المكتبه لإستعارة كتاب أو أكثر؟ وكم شخص منا لا يود سماع تكليف من معلمه للذهاب إلى المكتبه؟

الحلول ليست بسيطه ، ولكنها ليست مستحيله ، بعض ما يحضرني منها:

أولا - تطبيق أشد العقوبات على كل من يقوم بتقديم تلك الخدمات للطلبه أو حتى للعامه بغرامات ماليه مرتفعه و إغلاق المركز لفترة زمنية ممتده.
 
ثانيا - تشجيع المعلمين والمعلمات للطلبة بزيارة مكتبة المدرسه وعمل بحوث قصيره بمواضيع مختلفه تشجع الطلبه على إرتياد المكتبات العامه.

 ثالثا - تشجيع أولياء الأمور للأبناء والبنات على القراءه ، سواء بالمكتبة العامه أو بالمنزل عن طريق إستعاره الكتب وزيارة المكتبه ولو لدقائق.

رابعا - قيام وزارة التعليم العالي بمسابقات دوريه للطلبة والطالبات في مجال البحث العلمي والأدبي لتشجيع عدد أكبر من الطلبة للقراءه والبحث ، مع وجوب مناقشة البحث مع مقدمه حتى تستبعد شبهة تلفيق البحث.

هذا ما يحضرني في هذه اللحظه ، وكم هو قليل ، فبعد كل تلك السنين من نسيان ما يسمى بالمكتبة العامه من قبل الشعب والحكومه ، بات من الصعب جدا إرجاع أيام المكتبات العامه والقراءه فيها والإستمتاع بالكتب ، حتى أصبحت الدولة اليوم لا تعير أي إهتمام للمكتبات العامه وأصبحت مبانيها متهالكه وقديمه جدا تخيف حتى القطط!

أتمنى فعلا لو يتم الإلتفات لهذه المشكلة من قبل المسؤولين ، فالصمت سيحتسب علينا جميعا في القريب العاجل ، فقط أنظر إلى الأمم الأخرى كيف إرتقت بالعلماء والأدباء وإنظر من حولك في الكويت وستلاحظ الفرق بسرعة البرق.

10 الـتـعـلـيـقـات:

forzaq8 said...

في عام 1995
كنت اروح المكتبات العامه
يقطني السايق و يرجع لي بعد ساعتين او ثلاث

طبعا ايامها كان الاغلبيه العظمي تعتبرني معقد لاني اقرأ
( بالمتوسطه ما قصروا فيني الطنازه )

بعدين المدرسين ما قصروا
ما يقرون الي تكتبه
لا و في مدرس بالثانويه نقصني درجات لان بحثي مو مغلف
علي قولته مو متعوب عليه
طبعا و لا يدري شنو الماده همه الغلاف

عين بغزي said...

السلام عليكم اخوي

المشكلة حتى بعض المسؤولين يدرون بما يحدث ولكن لا احد يرغب بإيجاد الحلول

انا ذكرت بعض الحلول في مدونتي ارجو الاطلاع عليها
http://www.lookq8.org/2010/08/blog-post_09.html

well_serviceman said...

forzaq8:

بالفعل ، بالسابق كان التشجيع للذهاب للمكتبات العامه موجودا ولكن على استحياء ، كان المعلم بنظر للجانب الجمالي أكثر من المحتوى ، مازلت أتذكر دفع مبالغ كبيره لتغليف وتزيين وترتيب الصور والبهارات للبحث حتى احصل على درجة افضل.

بالسابق كنت مصنف تحت "معقد" لكن أبشرك اليوم اصبح من يذهب إلى المكتبات العامه "مينون" وماعنده حياة

الله كريم ، سيتعلم الشعب يوما!

well_serviceman said...

عين بغزي:

المسؤولين يعلمون منذ مبطي ، والشعب يعلم قبل المسؤولين ، ولكن كلا الطرفين لم يعد يبالي ، الحلول كثيره وطرقها متنوعه ، ولكن هل تعتقد بأن أحدا سيلتفت لهذا الموضوع؟ أتمنى ذلك!

تحياتي لك

الـسـنـبـلـة said...

انا بعد اتذكر بالثانوية لا و بالمتوسطة بعد كان عندنا شي اسمه اطلاع بالعربي و الاسلامية و كنا نروح المكتبة العامة و ندور بالكتب و نصور
و بعد بنظام المقررات كان فيه مادة اسمها مكتبات كنا لازم نروح المكتبة العامة ..

اللحين اشوف اخواني الصغار اذا يبون اي شي يطلعونه من النت لا و ساعات يكون مو موضوع علمي ..

الحلول اللي قدمتها جيدة و اضيف عليها ان يخلون المكتبة العامة مكان مشوق للقراءة و الإطلاع مو الغبار أكثر من الكتب :(

well_serviceman said...

السنبله:

بالفعل بالسابق كان عندنه مكتبات ومن غير الماده أيضا كان فيه حصص إطلاع وتكاليف بعمل بحوث ، شخصيا شاركت بمسابقة بحث علمي على مستوى المحافظه عن ظاهره المخدرات الله يكفينا الشر بمرحلة الرابعه متوسط! أما اليوم فهذا الأمر إختفى

ياريت الجميع يخرج البحث من الإنترنت ، البحث لا يقتصر عالكتاب المطبوع فقط ، شخصيا أستخدم الإثنين ، فمنذ أيام معدوده أعددت بحث من 4 مواقع "موثوقه" وكتابين مطبوعين ، وهنا يقع الفرق

الله كريم ، الدوله صارفه النظر بشكل كبير جدا على التعليم ، وهذا ما يريبني!

Anonymous Farmer said...

سبب ذلك غياب القراءة كنظام حياة في المنزل ، بين الأبوين ، ولدى الأطفال لذلك السبب .

غياب القراءة كفكرة في المدرسة عن طريق عدم التشجيع ، عدم توفير حصة يتوجه فيها الطالب للمكتبة للقراءة واستعارة الكتب ، وعدم تقديم الكتب الشيقة في المكتبات .

أما فيما يخص الأبحاث ، وهذا أمر يختلف قليلا ، فهو لأن ليست هناك محاسبة من قبل المدرسين لغش الطالب في الأبحاث (كأن يقوم أحد آخر بكتابة البحث ، أو أن يقوم بنقل المصادر بالحرف الواحد) ، وسبب ذلك هو عدم وجود سياسة مدرسية لهذا الأمر (عدم الغش في الأبحاث) .

وهذا الأمر خطير جدا ، لأن الطالب الذي يقوم بسرقة أبحاثه يتحول الى أستاذ أم دكتور يسرق الأبحاث كذلك ، وهلم جرا .

موضوع جميل يحتاج الى وضع قوانين وتعديلات صغيرة في التربية في هذا المجال .


فارمر

Hamad Alderbas said...

عزيزي ويل

مبارك عليك باجي الشهر :)

الحين في حولي والوسيط اعلانات ومحلات بالبنط العريض كاتبة اعدااااااااد بحووووث وعلى عينك يا تاجر .

مهزلة يا خوي مهزلة وهدم في بناء الانسان الكويتي الصحيح

well_serviceman said...

فارمر:

بالفعل كما تفضلت ، غياب التربية "الثقافيه" في شتى المجالات اليوم أصبح ملحوظا بشكل كبير جدا ، حب الطلبة للعلم بات من الأساطير القديمه

الأبحاث وما أدراك ما الأبحاث ، أتمنى لو على الأقل يتم إدخال منهجية الأبحاث وتعزيزها لدى الطلبه في المراحل المختلفه ، فالتكليف أحيانا يقرب الأمر من الشخص أكثر حتى وإن غاب في منهجية المنزل

تحياتي لك

well_serviceman said...

حمد:

يا هلا فيك بوديما ، وجعله يتبارك عليك وانعوده وياك يالغالي،

من زمان الإعلانات مو توه ، ليش جريدة وتدور؟ روح أقرب مركز طالب وشوف البوسترات اللي معلقينها على جامة المحل بالبنط العريض "عمل بحوث وتغليف" بأول الجامه ، والمشكله ماتوقع أن فيه مسؤول بالكويت بكبرها ما مر على هاللافته ولا على هالمحلات ، لكن عمك أصمخ!

تحياتي لك