حبك يا وطن

Saturday, September 18, 2010

الفرق بين الفتنه..والجهل

تمر دولة الكويت في السنوات الأخيره بدوامات عديده ، أسماها البعض ما أسماها وأطلق عليها ألقابا كثيره ، بعض مسمياتها كانت الفتنه الطائفيه ، القبليه ، الطبقيه ، أو حتى ما أسماه البعض إزدواجية الولاء ومسميات مركبه أخرى. ولكن لنقف وقفه جاده مع أنفسنا كبشر لنرى إن كانت هذه المسميات جميعها في محلها الصحيح أم هي مجرد مسميات مختلفه لأصل واحد.

الكثير منا نشأ ولله الحمد في موطنه وبين أحبابه وأعزاءه ، والكثير منا أيضا تختلف مفاهيمنا عن الآخرين ، فهناك من تربى وعاش في بيئه تعلم فيها منذ نعومه أظافره أن أي شخص خارج قبيلته أو القبيله الفلانيه هو شخص أجنبي ولا يجب محاباته ، والبعض منا أيضا تعلم بأن أبناء القبائل لا يحابون أبناء العامه إن صح التعبير وهكذا ، بل ان البعض منا تربى على مفاهيم مغايره تماما ، فخرجنا من الإطار الإجتماعي إلى الإطار المذهبي والديني بشكل عام ، فتعلم بأن كل من هو خارج دائرة منهجه الروحاني هو إنسان يكرهه ولا يريد الخير له البته..

بعض الامثله على ذلك ، لعلها لم تثير إستغرابي كثيرا عند مواجهتي لها ، حدثت لي وأنا بعيدا عن البلد ، وهذا ما أثار حفيظتي بشكل كبير لا يتصوره أحد ، وبت أعتقد بأن الفرد منا لن يحس بالخطر والخوف إلا وهو بعيدا عن موطنه ويرى الأمور بشكل أكبر وأوسع مما كان عليه أثناء وجوده فيه.

ما زلت أتذكر الكلمات الرنانه التي كتبها أخ عزيز لي على شبكة الإنترنت ، وكيف أنه لم يجلس بالسابق أو يتعرف على أي شخص من طائفة مغايره لطائفته ، وكيف أن عقله وقلبه كانا يصوران له صوره مختلفه تماما عن الحقيقه ، وذلك حسب ما ذكر لي يعود لأسباب تربى عليها ولقنها إياه جميع من كانوا حوله. شخص آخر ذكر لي كيف أنه كان "ولا يزال بعض الشيئ" يميل بشكل أكبر إلى التعرف والتقرب من أبناء قبيلته فقط ، وأما الآخرين فهم مجرد زملاء دراسه لا أكثر ، وهذا أيضا ما تعلمه هذا الشخص منذ الصغر في بيئته..وهكذا

شخصيا لا أعتقد بأن ما يحدث اليوم من "ظواهر" كما أسماها البعض هو أمر مستحدث أو دخيل على مجتمعنا ، والأمثله على ذلك يطول الحديث فيها ولا يكاد ينتهي ، كل ما عليك فعله هو قراءة التاريخ منذ نهاية السبعينيات بالكويت إلى ما قبل الغزو العراقي ، ومن ثم مطابقة هذا التاريخ مع ما يحدث اليوم ، فلن تجد فرقا واحدا. 

أين الخلل؟ هل هو مخطط خارجي لزرع الفتنه وتأجيج الشارع؟ هل هو مخطط مدروس لزعزعة الأمن؟

كل هذه الإتهامات لا تختلف بنظري الشخصي عن إتهامات الأمه الإسلاميه المتكرره للغرب بالمؤامره منذ الأزل ، فقد أصبحت اليوم الشماعه التي كنا بالسابق "وما زلنا" نعلق عليها أخطاؤنا وأخطاء من سبقونا عليها ، وهي شماعة المؤامره ، هي نفس الشماعه والإسطوانه التي نردد كلما طفحت عيوبنا وشوائبنا الكثيره على السطح ، فنخاف من محاسبة الذات ونبدأ بالطريق المختصر ، وهو إلقاء الملام على جهات خياليه لا وجود لها أو حتى إن وجدت تكون غير ذات تأثير يسمح بهذا العمل. فجميع هذه المسميات التي ذكرت ببداية المقال ، ليست إلا مسميات "منمقه" لجهلنا ، ولعدم إكتراثنا للتعايش كبشر ، عاملني كإنسان أعاملك كإنسان ، ولا تنظر إلي كطائفه أو مسمى يوضع في نهاية هويتي.

إلى كل من يعتقد بأن شخصا واحدا مثل ذاك الشخص الطائفي ، او شخصا واحدا مثل ذاك الشخص الفئوي ، يستطيعان أن يزعزعا أمن دولة بأكملها ، ويشعلان نار الفتنه مابين أكثر من مليون نسمه ، أرجوا منكم إعادة التفكير بكل جديه ، وإسألوا أنفسكم هل فعلا هذا الشخص أو ذاك قادرا على إشعال كل هذه الفتنه؟ وهل كانت الفتنه أساسا ستشتعل دون وجود الوقود مسبقا لها؟

إفرحوا اليوم يا نوابنا الأفاضل ، إفرحوا أكثر بالمستقبل القريب ، فها نحن اليوم أصبحنا مقربين جدا من الدولة البوليسيه، الندوات تقتحم والتجمعات تراقب والمجالس الإجتماعيه كذلك مراقبه. لقد حققتم بالفعل طموحات الشعب الكويتي ، وحققتم بالفعل نظره من أولاكم هذه الأمانه ، وخذوها مني نصيحة من مواطن مسكين مغلوب على أمره إلى حضراتكم ، إستغلوا هذه القواعد النائمه ، فهي ستصفق لكم حتى لو تنحنحتم دون كلمه

سلام عليك يا وطني ، وكاسك يا وطن

=========================

على الهامش: على طاري إيقاف الندوات ، ومع إختلافي الشديد مع هذا الفعل لأنه سيفتح بوابه لا حدود لها بالمستقبل القريب جدا لمنع المزيد من الندوات حتى "النظيفه" ، هل يا ترى حكومتنا الفاضله ستوقف أو تمنع ندوة التنميه والإصلاح القادمه؟ وهل تستطيع فعل ذلك؟ مجرد تساؤل بريئ من شخص لا يكترث
تحياتي

1 الـتـعـلـيـقـات:

كويــتي لايــعه كبــده said...

ء"الفرق بين الفتنه..والجهل"ء
هي سلطة تتعمد تقسيم الشعب حسب مفهوم فرق تسد قصير النظر

ياسر حبيب أحمق وهارب من العدالة وكل هذا نعم
لكنه مجرد شرارة
ومن جهز الأجواء برذاذ البنزين هي السلطة
ولا زالت الأجواء نفسها سائدة ولم يتغير شيء

السلطة تعمدت الهدم والآن يكاد السقوط على رأسها