بدأت يومي كالعاده متأخرا على محاضرتي الصيفيه ، قمت مسرعا ومصدوما ، ما ان دخلت إلى القاعة الدراسيه حتى أحسست بانني محظوظ جدا لعدم البدأ بالشرح.
كانت الحاله غوغائيه بالقاعة ، الجميع كان ينتقد ويتحدث ، وآخرون يهزون رأسهم ، والبروفيسور يحاول غاضبا معرفة الأسباب ، ولم أعرف ماهو الموضوع وماذا يحدث ولكن لم أعد أحتمل الصمت ، فكل تلك الهمسات وكل تلك الكلمات الصاخبه لا يستوعبها عقلي بدون معرفة السبب.
إلتقطت إذني أحاديث زملائي بجانبي ، فعرفت لم كل هذه الضجه ، وكيف أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوف يظهر على شاشات التلفزه بعد ساعات معدوده لمحاولة حل هذه المعضله الكبيره جدا ، والتي أحبطت الجميع من طلبة إلى بروفيسورنا المخضرم ، يا للهول! الرئيس الأمريكي يعقد اجتماعا عاجلا وسيظهر على أجهزة التلفزه؟ ما الأمر؟
الأمر يا أعزائي وكل هذا الصخب جاء بعد إعلان قائمة أفضل 10 دول في التعليم العالي بالعالم ، وهذه السنه وبعد سنوات طويله من تصدر أمريكا لهذه القائمه ، خرجت هذه السنه من العشر الأوائل وباتت اليوم في الترتيب ال 12 ، وبالطبع هذه كارثه تاريخيه لا يتحملها شعب يحب العلم والتعلم
لا أعرف لماذا أحسست بغصه كبيره عند معرفتي بالأمر ، لربما لأن دول العالم الثالث جميعها لم ولن تهتم بهذه الصوره بالتعليم؟ أو لربما لأنني كل ما قرأت قسم التعليم العالي بالصحف المحليه "إنبطت" مرارتي للتصريحات المتناقضه؟
تخيلو معي ، الطلبه والطالبات ، المدرس والمدرسه ، الدكتور والبروفيسور ومدير الجامعه ، رئيس الدوله بهيبته وبمكانته ، الجميع يتحاورون وتنقل هذه الحوارات على الهواء مباشره بجميع أجهزه التلفاز المحليه والعالميه ، لحل هذه المشكله ، وأي مشكلة؟ الحصول على الترتيب الإثنى عشر في قائمة أفضل الدول في التعليم العالي.
وبنفس الوقت ، تخيلوا معي أنكم تفتحون الصحف المحليه ، وتجدون التصريح الذي وضعته بالأسفل وخصوصا الفقره الأخيره من التصريح، أو تجدون خبرا بإجتماع عاجل جدا لمجلس الوزراء لمناقشة البلاك بيري! ، يا ترى ماهي ردة الفعل؟ هل علمتم الآن لماذا أحسست بغصه شديده وحرقه على من يدعي التنميه؟
المصدر: هنا
إحنه وين والتنميه وين! التنميه الماديه والتجاريه لم ولن تنفع يوميا ، دول كثيره غنيه ولكن لا وجود لها بين الدول المتقدمه يذكر ، هل ستتعلم حكوماتنا يوما؟
لرؤية بعض ماجاء في حديث الرئيس الأمريكي ، إضغط هنا
لرؤية بعض ماجاء في حديث الرئيس الأمريكي ، إضغط هنا
0 الـتـعـلـيـقـات:
Post a Comment