لا أعرف من أين أبتدأ وكيف ، ولكن في داخلي حرقه وحزن شديد على ما نحن عليه كشعب ، لربما أنني منهمك في تفكيري الشارد ، ولربما أنني أحمل هما كبيرا لا يعنيني ، ولكن كل ما أعرفه هو أنني ملزم ومجبر على توجيه هذه الرساله ، رساله خالصه من القلب إلى القلب ، من شاب كويتي إلى إخوانه وأخواته ، الشباب منهم والشياب ، المقبلين عالعمل قبل العاملين منهم، يا شباب الكويت ، إلى متى؟ الإجابه على هذا السؤال مطوله تقريبا ، فلمن لا يحب القراءه أنظر مباشرة إلى آخر فقرتين ، وأترك الباجي لمن لديه الوقت
قبل أن أشد الرحال للدراسه بالخارج ، كنت متذمرا بشكل "مبسط" أكثر من اليوم ، وكنت أحزن وأتألم كثيرا كلما جالست شبابا يتحدثون عن "مهارات" الهروب من العمل ، ولا أستطيع نسيان إحتراف البعض منهم في الإلتفاف حول المدراء والمسؤولين وأخذهم "قدوه" لحياتهم المهنيه. فبعض المدراء والمسؤولين متواجدين فقط على الأوراق والجدران ، ولكنهم لا حس ولا خبر في مكان العمل.
في يوم من الأيام ، وتحديدا في شهر نوفمبر من سنة 2007 ، كنت جالسا مع نفسي أعاتبها وأحاسبها على مافاتني من علم وتعلم ، فإتخذت قرارا بترك الوظيفه والذهاب لإستكمال الدراسه بالخارج ، وكم كان ذلك القرار متعبا.
كنت أفضل من غيري بكثير ، الراتب ولا أروع ، والسياره ولا أحلى ، وزملاء العمل ولا أونس ، ولكن لسبب ما لم أتقبل فكرة الفشل وإستيقاف التعليم من أجل المال ، فخرجت مسرعا ، وإتخذت ذاك القرار الذي غير مجرى حياتي بأكملها ، فها أنا اليوم أعيدها على حضرتكم ، وأوجه عتبا شديدا للبعض منكم ، لما أراه وأستمع إليه يوميا
مقصد الحديث عن قراري بترك العمل وإستكمال الدراسه ، هو لإيضاح النعمه التي يحضى بها الكثير منكم ، ولكن بدون مسؤوليه وبدون محاسبه للنفس ولا ضمير ، فالكثير من شباب وشابات الكويت اليوم أصبحوا لا يكتثرون للعمل والإنتاج نهائيا ، همهم الوحيد هو الحصول على الراتب وكيفية حرقه بما تشتهي نفوسهم.
جالست أحد الإخوه في الخارج ، ونحن كلينا في قارب واحد ، طالبين العلم من بلاد بعيده ، ولكن الفرق الشاسع بيني وبينه يجعلني أذكر ما قاله لي ، وكيف حرق لي أعصابي بغير قصد. ذلك الشاب الذي تستثمر الدوله أمثاله للحصول على أرقى وأفضل التعليم ، طموحه هو الحصول على شهادة الهندسه في مجال معين ، ولا يهم ماهو هذا المجال ، والعوده إلى الوطن وقبض المعاش من "وزاره" وليس من شركة خاصه أو قطاع خاص ، وذلك حتى يتسنى للحبيب قضاء أوقات طويله وعريضه من الراحه والسفر والكشته..إلخ أثناء "تملصه" من العمل ، هكذا من غير لا ذمه ولا ضمير ، والمشكله الأكبر والأدهى هي أن "صاحبي" هذا يضرب به المثل في الديانه والتدين ، فهو لا يترك صلاة في موعدها ، ولا يترك سنه إلا وعملها ، ولكن الراتب والوظيفه حاله خاصه كما يبدو.
شباب وشابات الكويت ، إلى متى وأنتم هكذا؟ إلى متى نستمع إلى قصص الغير "البوليسيه" المتمثله في تملصهم من العمل والهروب من المسؤول لتفادي المشكله؟ هل أصبحتم تتفاخرون بتقصيركم وبمخالفتكم لكل أخلاقيات العمل؟ إلى متى ونحن نستهلك كل هذه الأموال من الدوله أثناء الدراسه ومن ثم نستهلك المزيد منها بدون إنتاج ولا عمل؟
برأيي ان هذه الظاهره خطيره جدا ، ولا أعلم إن كنتم تدركون ذلك مثلي أم لا ، ولكنها بالفعل إجتاحت معظم من اجالسهم ، فجميعهم إلا القليل منهم يتفاخرون أمام بعضهم البعض في خططهم وفي مراكز عملهم "الفلاتيه" منها والمتخبطه الأخرى. بل المضحك المبكي أن البعض منهم ذهب إلى أبعد من ذلك ، وقام يصدر فتوى على بلاط بجواز أخذ الراتب "حلالا ملالا" من الحكومه بدون مقابل ، حيث أن هذه الأموال ملك للشعب وهو جزءا منه. عجبي لهؤلاء كيف يصنعون
أتمنى أن يجلس كل شخص مع ذاته ، ويفكر قليلا ، هل هو فعلا يستحق ما يأخذ من مال؟ هل أدى واجبه للحصول على أجره بشكل مستحق؟ كيف تأخذ مكانا لا تطيق الذهاب إليه وغيرك من العشرات المنتظرين لأي وظيفه تسد بطالته؟ هل فعلا هذا هو طموحك بالحياة؟
لا أعلم لماذا أهذي ولماذا أطيل بكتابة هذا الموضوع ولماذا "شربكت" القصص ببعضها البعض ، ولكن كل ما أعلمه هو بأنني لم أستطع السكوت عن ما يحدث ، فبداخلي حرقه وغصه من ما أسمع ، وقد مللت هذا وسئمت تقبل الوضع المزري ، وأكاد لا أجد من يستمع إلي في هذا الشأن ، وكأن كل من حولي على صواب وأنا المخطئ.
8 الـتـعـلـيـقـات:
الزميل العزيز
مساك نور على نور
انا استقلت من العمل بالقطاع العام من زمان
ومن أسبابي الاستقالة الفلتان
ورعايةالكذب والتزوير
وعدم الانتاجية
والحمدلله إني مالحقت على الرشوه
اللي تعج بها أروقة الوزارات
ولا كان بموت صج
مودتي
طبق القانون على الكل وعط الثقة للكل
وشوف انتاج الشباب
إلى متى ونحن نستهلك كل هذه الأموال من الدوله أثناء الدراسه ومن ثم نستهلك المزيد منها بدون إنتاج ولا عمل؟
اي والله إلى متى ؟
بارك الله فيك على هالطرح المميز بأمل ان يتعدل الوضع
ebreeq:
مساءك ورد ورياحين
تحيه طيبه لك
الرشوه اليوم في بعض القطاعات أصبحت علنيه وبدون لف ودوران ، والحمدلله أنك خلصت نفسك من هذه الأماكن اللي للأسف متواجده أمام أعين الجميع لكن بلا رقيب ولا حسيب
شاكرلك مرورك الكريم
تحياتي
أهل شرق:
تحيه طيبه لك
لا أختلف بأن "جزء" من المشكله هو القدوه السيئه لدى البعض ، فالقانون يطبق على اشخاص دون الآخرين وهكذا ، ولكن لنكن نحن الجزء الأكبر من الإصلاح ،
الوضع لديه طرفان ، طرف هو الدوله ، وطرف هو المواطن ، لو إرتخى الإثنان لما وجد حل لأي مشكله ، ولكن ماذا لو شد أحد هذه الأطراف وبالتالي أحدث التغيير؟
هذا ما أعنيه هنا ، ولذلك لم أتطرق كثيرا لموضوع عدم تطبيق القانون على البعض ، ولكن تطرقت للقدوه السيئه للمدراء والمسؤولين
ولا أختلف معك في أن شبابنا إذا أراد أن ينتج فسوق يرتقي بالعمل لأبعد حدود ، ولكن ليس بالوقت الحالي على الأقل
تحياتي
Anonymous:
الله يبارك فيك ويسعدك ،
أشكرك على مرورك الكريم وتعليقك ، وبالفعل نأمل أن يتعدل الوضع ونرتقي باخلاقيات العمل
تحياتي لك
ويل ..
كلامك صحيح ميه في الميه وانا يدي بيدك
لما تشوف الوضع الخاطىء الي صاير اكيد راح تزعل وتتضايق ..
لان هذا مبدأ لو اهملنا فيه راح نهمل شغلات كثيره في الحياة ..
طلب الرزق صار لعبه .. شلون نبي حياة لنا ولاجيال قادمه سواء لنا وللكويت
ياريت كل موظف مهما كان صغير يقدر المسؤوليه الي عليه .. لا يعتقد منصبه صغير ويهمل عمله المهم الكبير الي مو عارف قدره ..
واذا طلب انه يترقى فمن حقه ولكن يترقى للمظهر فقط مو للعمل الجاد هذي مصيبه اكبر ...
اخوي ويل ما راح القي اللوم كله على الشباب في هذي القضية
لان للاسف بعد احصائية للام المتحده الكويت تصدرت اللائحه في التنمية الذاتيه ..
لما سوا دراسة لقوا الشاب في الكويت له طموح كبير بس موقادر يحققه ..
وهذا الشي اكيد الحكومة مشتركه فيه بشكل كبير لان 90 بالميه من الكويتيين في القطاع الحكومي الغير منتج للاسف ..
لكن اذا بنلقي اللوم كله على الحكومة فهذا خطا .. هم احنا يا الشباب مقصرين ولازم نحفر بالصخر لتحقيق ذاتنا
لكن مثل ما قلت العبره للي يعرف الطريق الي يحقق فيه ذاته مثل ما انت سويت والله يوفقك في هالشي ان شاء الله
طولت عليق بالتعليق اسمحلي لكن موضوعكم وايد عجبني وشدني كثير
وكم نحتاج من المثقفين امثالك بيننا سير ونحن معك يد بيد ..
تقبل مروري الاول
ودمت بالف خير
Antonio:
تحيه عطره لك وبعد،
كلامك جميل جدا ، وبالفعل انا لا ألقي اللوم على الشباب فقط ، الحكومه والجهات الرسميه "الوزارات" تقع عليهم اللائمه الأكبر بالطبع ، لاحظ كيف ذكرت بأن "قدوة" هؤلاء هم المسؤولين "المنفلتين" ولذلك يسعى الشباب منهم إلى إتخاذ هذا المجرى في حياته العمليه وترك الطموح على جانب والأخذ بالراتب كجانب أساسي للعمل "المظهري" فقط
ولكن العتب كل العتب على من يسلك هذا الطريق الخاطئ لمجاراة الآخرين ، فكم من شاب وشابة طموحين جعلوا من أنفسهم دمى ميته لسبب المقوله الشهيره "غيري مو أحسن مني" وهكذا...فهؤلاء بالنسبه لي شخصيا هم الأكفر من بين هذه الجماهير.
تحياتي لك وشاكرلك مرورك الذي أسعدني.
Post a Comment