أضحوكة الإتحاد

منذ زمن بعيد وأنا أستمتع جدا بالمشاركة والقراءه والبحث بكل ما يتعلق بالعمل النقابي والحركات الطلابية سواء كانت بالكويت أم بأحد الأفرع الخارجيه التابعة لفرع الكويت ، مرت الايام وإزدادت محصلتي الإطلاعيه حول كل ما يدور في هذه الساحة ، فعرفت أمورا كثيرة لم أكن اتصورها من قبل ، مثالا على ذلك هو تشبث الإئتلافيه بمقاعد الإتحاد في الكويت وكيف أنها باتت من المستحيلات لدى البعض إسقاطها والتربع على عرش الإتحاد من جديد ، حتى ينهض هذا الصرح الطلابي العريق من السبات العميق والطويل الذي دفن فيه.

كانت آخر مشاركاتي الطلابية عن قرب قبل عام ، وتحديدا في الملتقى الرائع المقام في الولايات المتحده الأمريكية ، والذي جمع كلا من القيادات الطلابية في الولايات المتحده وأيضا القيادات الطلابية بالكويت ، أو ما يسمى بالهيئة التنفيذيه القائمه على أعمال الجمعية العموميه والإقتراع. ولا أستطيع أن أخفي عليكم بأنني إستمعت إلى أمور غريبة جدا طرحت من قبل رئيس التنفيذية آنذاك ، وكيف أنه كان يقر بأمور كارثية تحصل في الجامعة حتى تستمر الإئتلافيه متربعة على هذا العرش ، وعمليات نتنه من تبادل وتحالفلات "نص كم" فقط للبقاء في هذا المكان.

بعد ذلك ، وبعد كل ما إستمعت إليه وشاهدته ، أتى رئيس الهيئة الحالي وأدلى بتصريحات برجوازية من طراز أرض جو بعيدة كل البعد عن الخيال وليس الواقع ، فالأخ العزيز يقول بانهم ماضون قدما بإشهار الإتحاد ، وأيضا لا أنسى دفاعهم المستميت عن تدريس الغزو "العراقي" بالمناهج الدراسية.

أولا وبخصوص موضوع إشهار الإتحاد ، لا أعلم لماذا إنتظر الإخوان في الإتحاد الوطني لطلبة الكويت لمدة ثلاثين عاما حتى يأتي اليوم رئيسهم بهذه "الفكرة الجديده" والتي تضحكني كثيرا ، مع العلم بأنهم يرفضون رفضا تاما الإشهار تحت مظلة الشؤون ، وهذا طبعا ليس لأسبابا خفية لا يعلمها أحد ، ولكنها مجرد محاولة للحلول دون إشهار الإتحاد أصلا ، فهم يطالبون بإشهار الإتحاد تحت مظلة التعليم العالي من جهة ، ومن جهة أخرى يطالبون بإزالة أو دمج التعليم العالي مع وزارة التربيه ، هل كيف تريد الإشهار تحت جهة أنت تعاديها وتتمنى زوالها وزوال تخبطها معها؟

أما بخصوص المناهج الدراسية ، فكم شاهدنا وإستمعنا مسبقا من جميع القوائم التي تنتمي للإئتلافيه ، مقولات بأن الغزو العراقي كان مجرد "خطأ" وزلة من قبل النظام الصدامي ، ولا يجب علينا التحامل عليهم ، بل وأبعد من ذلك ، فالقوائم التابعه لنفس التوجه "أو التيار" كانت لا تعترف بشيئ يسمى بأعياد التحرير والإستقلال ، بل كانت تلقبها بيوم التحرير ويوم الاستقلال ، حيث أن الإسلام لا يعرف إلا عيدين لا ثالث ولا رابع لهما

هل ما يحصل اليوم من تضارب وتناقض بالتصاريح من قبل إتحاد الطلبة الكويتي هو مجرد محاولة بائسه من قبلهم للعق "لحس" عقول المزيد من الطلبة والطالبات والضرب على تيار الوطنية حتى تزداد أرقام المصدقين لهم؟ أم هي مجرد تصريحات عامه لتحصيل حاصل ولإرسال رسالة للقوائم الأخرى "المستقله مثلا" بأن الإئتلافيه تغطي جميع التوجهات المتواجده؟

العتب كل العتب على التوجهات الوطنية والتي جعلت من هدفها الوحيد والدائم هو إسقاط "الإخونجيه" وليس العمل من أجل الإرتقاء بالعمل الوطني الطلابي وتعديل صورة الإتحاد الحالية، وأتمنى أن يتم إصلاح ذلك من قبل القائمة المستقله ، فها هي اليوم كسرت حاجز النحس بالأصوات ، ولكن كل خوفي أن تستمر في منهاجها الحالي ولا تعدل منه ، فستحصل كارثة في ما إذا وصلوا إلى قيادة الإتحاد على هذه النظرية السائدة اليوم ، فالسقوط بسرعة يعني الهلاك.

تحياتي