حبك يا وطن

Tuesday, September 29, 2009

إنه لعالم صغير

في اواخر الأربعينيات وتحديدا في عام 1949 ، حدثت ضجه كبيره بسبب إستشعار البعض بأن الحاسب الآلي بدأ يحل محل العقل في امور كثيره ولدرجة تفوق الخيال ، مما أدى إلى محاولة العديد من الشركات المختصه في هذا المجال كمثل شركة آي بي إم وشركات معالجات أخرى القيام بإنتاج أو تطوير الحاسب الآلي حتى يصبح ملائما إلى حد ما لأخذ مساحة صغيره نسبيا في ذلك الوقت والتي تعد بمعدل حجم غرفة النوم في يومنا الحالي.


وقبل أن أدخل في موضوع الشبكة العنكبوتيه وإتكالنا عليها كليا في هذه الأيام ، أود أن استذكر مقولة شهيرة جدا قيلت في نفس العام "1949" من قبل بوبيولار ميكانيكس
"Computers in the Future may weight no more than 1.5 tons." Popular Mechanics, 1949

وتعني بأن الحواسب الآلية ستزن كحد أقصى واحد ونصف طن في المستقبل. وهذا دليل كبير على سرعة تطور الحاسبات الآليه فيما اذا قارناها مع الإكتشافات الاخرى ، فالفتره مابين 1949 إلى تاريخ كتابة هذا المقال تعتبر فتره قصيرة نسبيا لتصورات العلماء والمخترعين في ذاك العام لما سيكون عليه الحاسب الآلي في "المستقبل" إن صح التعبير


فاليوم ، أصبح الحاسب الآلي أمر لابد منه ، حتى لمن لا يتقن إستخدامه ، بحيث يتطلب علينا كموارد بشرية إستخدام التقنيه الحاليه في الحصول على المعلومات المطلوبه بشكل فعال وسريع بدون إهدار دقيقة واحده من المشروع او العمل المراد تقديمه او الحصول عليه. ولكن ما هو أكثر سبب لإقتناء وإستخدام الحاسوب هذه الأيام؟


الشبكة العنكبوتيه تعتبر من أهم وأفضل الأسباب التي تجعل المجتمعات بحجمها وبمكانها تقتني اجهزة الحاسوب ، وذلك يأتي لسبب بسيط جدا ، وهو سهولة إدخال المعلومات من وإلى هذه الشبكه ، وأيضا سهولة الإتصال مع الأقارب والاهل مهما طالت المسافات ، وهنا سنقيس مثلا على شبكة الفيس بوك العالميه ، والتي أصبحت اليوم منتشرة بكثره بحيث أنه أصبح من المستحيل ان تدخل على هذه الشبكه ولا تجد احد أقرباؤك أو أصدقاؤك او حتى زملاء العمل


لقد جعل هذا الموقع الدنيا تبدو بحجم إبرة الخياطه ، فأنت خلف الحاسب الشخصي في الكويت ، وتتحدث بمطلق الحريه والرفاهيه وأنت مستلقي على فراشك مع أشخاص في الطرف الآخر من الكرة الأرضيه ، وكأنهم خلف باب غرفتك ، والبحار والمحيطات هما المسافة بين فراشك وبين الباب!


الشبكة العنكبوتية أيضا لم يكن لأحد  أن يتصور بأنها ستنتشر كما هي عليه اليوم ، فهناك الكثير من العلماء الكبار جدا والذين يحمل إسمهم وزنا كبيرا في عالم الفيزياء والطاقه ، قالوا بأن تقنية الراديو عموما ، وهي تشمل أجهزة التلفزه والراديو والإنترنت ، لا تحمل مستقبلا أبدا ، بل أنها ستنقرض مع حلول المستقبل "وقتنا الحالي" على حسب تصورهم. وهنا أستذكر مقولة شهيرة جدا للعالم الكبير لورد كيلفن ، والذي سمي مقيال كلفن للحرارة نسبة لإسمه
"Radio has no future." Lord Kelvin, 1897

مع العلم بان في ذاك القرن بدأ إستخدام الراديو ينتشر بكثره ، فأصبح كل شخص يمتلك جهاز إتصال وإستقبال يعمل بتقنيات ضعيفه للإتصال بالجار في أسفل الطريق.


خلاصة الموضوع اليوم هو بأن البشر هذه الأيام أصبحوا إتكاليين بدرجة كبيره على أي جهاز أو تقنية تسهل الحياة عليهم ، حتى أصبحنا لا نريد تشغيل عقلنا لإستخراج أبسط الامور ، فبدل من وجع الرأس هذا ، نذهب للموقع الشهير جدا "غوغل" لإستخراج هذه المعلومه بكبسة زر ، فيا ترى ماهو قول العلماء في يومنا هذا عن الراديو والحاسب الآلي في المستقبل القريب؟ هل سيكون القول كما قاله السابقون من علماء وفيزيائيين؟

4 الـتـعـلـيـقـات:

@alhaidar said...

بل خلاصة القول هل نحن مستعدون للذهاب بعيدا في خيالنا العلمي وتوقع ابتكارات نعتبرها اليوم ضربا من الجنون ؟

ولماذا لازلنا نضحك عندما يشطحخ احدهم بفكرة غير واقعية - مقارنة بواقعنا الحالي- ونحبطه ونجعل منه اضحوكة الموسم ؟

وهل سنرى يوما يقبل فيه عقلنا البشري المتواضع أي احتمال للتقدم أو التطور او التغير وفق ما نعتبره اليوم مستحيلا ؟

موضوع مميز .. تحياتي :)

well_serviceman said...

أحمد الحيدر:

بالطبع عندما نتحدث هنا عن التطوير التقني والتكنولوجيا المستقبليه ، يجب علينا عزل العرب عزلا شبه كاملا عن هذه المعلومات ، بحيث أن العقليه السائده أو الدارجه للأسف لدى الأغلبيه وضعت سدا كبيرا في مواكبة المستقبل ، فترى البشر لدينا حاليا يصعب عليهم تصديق وجود جهاز يعمل كذا بالتقنية الفلانيه ، مع العلم بوجودها منذ سنوات معدوده عند الغرب وتستخدم بشكل يومي ، فما بالك ونحن نتكلم عن تقنيات تعتبر لدى العرب "خياليه" ولدى جزء صغير منهم "من المحرمات" وهذا أكبر تحدي..

سيأتي هذا اليوم قريبا ، فالتقنيات عموما ليس لها حدود ، والعقل البشري سيضل يخترع إلى مالا نهاية مادامت الحاجه موجوده ، فالحاجه أم الإختراع

تقبل أجمل التحايا مني يالزميل

كويــتي لايــعه كبــده said...

الكمبيوتر آداة تعتمد على المشغل مثلها مثل المطرقة فمثلا بأغلب الوزارات يعتبر الكمبيوتر ديكور من مكونات المكتب فقط لا غير وبحالات أخرى جهاز سولوتير

التكنولوجيا بشكلها العام ممتازة لكن الإتكال عليها مشله يصعب حلها كما أن هناك سوء استخدام كما هو طبيعة حال البشر بكل شيء جديد عليهم والتكنولوجيا متجددة بحكم طبيعتها

الله يرحم أيام المكالمة الشهرية اللي تقص الظهر من تكلفتها من الغربة لي بيت الأهل. والربع أبو الطاف 4 سنين :)

well_serviceman said...

كويتي لايعه كبده:

بالضبط عزيزي ، التكنولوجيا بلا شك أمر جميل جدا ولكن الإتكاليه التامه عليه تكون خاطئه ، كم شخص في هذه الأيام لا يستطيع أن يستذكر أبسط عمليه حسابيه؟ بمجرد سؤاله او الطلب منه بالإجابه أخرج لك الحاسبه وأخذ يدخل الأرقام متلهثا وكأن العالم سينتهي.. وهذه المشكله الكبرى

ولكن للأسف لدينا في بلاد العرب عموما ، تجد التكنولوجيا التطويريه شبه معدومه ، بل أكاد اجزم بانها معدومه ، فهل سمعت يوما عن تطوير أو ابتكار تقنيه جديده "من ناحية الإلكترونيات" من قبل شخص عربي؟

أنا هنا أتحدث عن تطوير جهاز تطويرا محترف وليس عمل مشروع تخرج يتجرأ البعض للأسف "البعض" بسرقته من مواقع الإنترنت ومن "ورشات" حولي التايهه..

تحياتي لك.