لحظة فتح المظله ، بعد الإستمتاع ب 40 ثانيه من السقوط الحر، السرعه قبل الفتح 140 ميل ، بعد الفتح 40-30 ميل بالساعه
بعيدا عن السياسه ، وعن الأوضاع الحاليه بالبلد ، التي لا تسر لا البعيد و لا القريب ، أكتب لكم اليوم عن تجربه شخصيه كنت أنوي الكتابه عنها بالسابق ولكن ترددت لعدم تقبل الكثير مننا لهذه الهوايه ، بل حتى أن البعض يقرنها بالجنون والتهور ، مع العلم بأنها هواية تعتمد بشكل أساسي على التركيز الذهني والمهاره الجسديه
هوايتي الجديده إن صح التعبير ، والتي تنتشر بسرعة البرق في الغرب ، وفي بعض أطراف الخليج العربي كالإمارات وقطر ، هي هواية القفز المظلي الحر.
بالطبع هناك أنواع كثيره وتصنيفات أكثر لهذه الرياضه او الهواية ، ولكن اليوم سأتطرق إلى نوعين أساسيين فقط ، وهما الأكثر شيوعا والأكثر "إستمتاعا" إن صح التعبير.
النوع الأول أو التصنيف الأول هو القفز بإستخدام الأحبال الستاتيكيه ، وهو يعتبر من أكثر التصنيفات بساطه وأبطؤها تعلما ، فهي بإختصار عبارة عن قفز الهاوي من الطائره مرتبطا بحبل ممدود ومتصل بقبضة البرشوت ، ما أن يصل الهاوي إلى إرتفاع معين تحت الطائره حتى يقوم هذا الحبل بسحب البرشوت وفتحه وهكذا..
طبعا هو أبطأ الأصناف لأنه لا يعلم الهاوي مهارات القفز الحر والتي تتطلب جهدا أكبر من مجرد التحكم بالبرشوت والتوجيه ، ولهذا فإنه يقضي فترات زمنية طويله حتى يتمكن من المظله والتعامل معها ومن ثم يبدأ بالتعلم للقفز الحر وهكذا
الصنف الآخر ، وهو الذي أحب وأهوى ، هو ما يسمى بالقفز الحر المتسارع ، أو كما يطلق عليه بإختصار
"AFF"
وهو الصنف الأجمل والذي يتيح للهاوي الحصول على رخصه دوليه مكونه من 4 تصنيفات تتيح له الإستمتاع بهذه الهواية في شتى أنحاء العالم ، وهو الصنف الوحيد المرخص عالميا من قبل المنظمة العالميه للهوايات المظليه والقفز
في هذا الصنف ، يوجد نوعان من التدريب ، إحداهما يعتمد بشكل كلي على الهاوي ، والآخر يعتمد على الهاوي بشكل بسيط والمدرب بشكل أكبر ، فالأول يكون أقصر بكثير من الآخر ويحتوي على معدل 10 إلى 11 قفزه حره ، متدرجه بالطبع ، تكون بدايتها عبارة عن قفزتين يكون فيها الهاوي ملتصق بالمدرب، والقصد من هذه القفزتين هو الأخذ والإرتياح من القفز دون التردد منذ لحظة الخروج من باب الطائره إلى أن يصل الإثنان إلى الأرض بسلام، مع ملاحظة الهاوي للآلات المستخدمه في هذه الهواية كمقياس الإرتفاع وكيفية قراءته والإرتفاع المستحب لفتح المظله ...إلخ
حاليا ، وبعد أن قررت أن ادخل هذه الهواية بشكل أوسع وأشمل ، إخترت الخوض في البرنامج الثاني ، وهو الذي يعتمد على الهاوي والمدرب معا ، والذي يتكون من معدل 15 إلى 21 قفزه ، تكون فيها القفزه الأخيره للحصول على الرخصه العالميه رقم 20 ، والتي تعتبر أول رخصه تتيح لك الدخول في هذه الهواية بشكل أوسع حتى تتمكن من القيام بالقفز في الليل او فوق المسطحات المائيه وعلى إرتفاعات أعلى وأكثر من البدايه ، والتي عادة ما تكون متفاوته مابين 10 آلاف قدم إلى 14 ألف قدم كحد أقصى، بإعتماد كلي على المظلة المستخدمه والوزن وحالة الطقس والطائره وكل تلك الأمور الأخرى
سألني الكثير من الإخوه والأصحاب عن شعوري وأنا أقوم بالقفز الحر من على إرتفاع 14 ألف قدم ، وأسقط بسرعة 140 ميل بالساعه لمدة 50 ثانيه كحد أقصى وأنا مابين السماء والأرض ، فكنت دائما وأبدا أرد عليهم بكلمتين ، شعور خيالي ، وهو فعلا ما أحس به في كل مره أخرج منها من باب الطائره الصغيره وأنظر إلى المنظر "الرهيب" تحت قدمي
سأكتب بشكل تفصيلي أكثر عن هذه الهواية الرائعه ، ولكن في بوست منفصل آخر ، فحاليا الإنشغال الذي أقع فيه لا يعلمه إلا الله ، فنحن في نهاية العام الدراسي والتكاليف كثرت وأثقلت كاهلي ، وفي نهاية كل أسبوع أذهب لألقي بكل ما مضى خلف ظهري وأقفز ، فالقفز الحر ينسيني للحظات كل ما من شأنه مضايقتي ، حتى عندما أتذكر بأن هايف و الطبطبائي و العمير قد يمنعوا هوايتي لأنها تلقي بالبشر إلى التهلكه فأبتسم!
تحياتي ودعواتكم لنا بعبور فترة الإختبارات النهائيه بسلام.
الإستمتاع بالسقوط البطيئ بعد فتح المظله ، وملاحظة تحديد المسار والدوران بإستخدام القدم واليد معا
أعتذر على رداءة الصور، السبب يرجع لإلتقاط تلك الصور من الفيديو الذي إلتقطه المدرب من الكامره المثبته على رأسه