حبك يا وطن

Thursday, February 18, 2010

الدكتوره مضاوي ، والعصر الحجري

قبل أن أخوض الحديث بموضوع منع الدكتوره مضاوي الرشيد من دخول دولة الكويت ، أردت أن أوضح بأن الموضوع المطروح هنا ليس فيما إذا كان من الفترض السماح لها بالدخول أم لا ، وأنا لست بصدد النقاش حول الحفاظ على علاقات دول الجوار بسبب فرد أو شخص أراد زيارة البلد أو حتى الكتابة عنها ، ولكن موضوعي اليوم هو لتبيان حقيقة مخيفة وراء ما تكرر من قرارات المنع المتخبطه والمتذبذبه من حكومة رديئه جدا تفتقر لأبسط المقومات.

الموضوع المخيف هو التنسيق مابين أجهزة الدوله ومؤسساتها الداخليه والخارجيه ، فلو لاحظنا قرار المنع الأخير ، صدر بعد أن أعطيت الدكتورة مضاوي الضوء الأخضر لزيارة ودخول الكويت ، ومن ثم تم الإخطار بقرار المنع وسحب التأشيره. لا شك في أن قرارات المنع تصدر من الكويت إلى الجهات الخارجيه والتي أعطت التأشيره في بلد المراد إستقدامه للكويت ، وهذا يوضح لنا بأن جهات الدولة الخارجيه تعطي التأشيرات ، أو حتى تتخذ القرارات قبل التأكد والرصد والتنسيق مع جهات الدولة الداخليه ، وهذا أمر لا يغتفر ، طبعا هناك سيناريو آخر لهذه القضيه ، ولكن هو سيناريو أتمنى أن لا يكون فعلا "مطبقا" من الدولة ، ألا وهو سيناريو هيمنة دول مجاوره على قرار وسيادة الدول الأخرى ، ونحن يوميا نصدح بسيادة كل دوله وعدم الخوض في شؤونها الداخليه، فكيف بنا نناقض أنفسنا قبل غيرنا.
هذا بالنسبة للدكتورة مضاوي الرشيد ، وأود هنا أن أعتذر لها عن هذا التخبط الصريح في شؤون الدوله ، كانت الأمور ستسير أفضل وأجمل من هذا فيما لو تم إخطارها بالمنع منذ البدايه ، وليس التردد وسحب الموافقة بين ليلة وضحاها.

أما بالنسبة للأخبار المتداوله حاليا ، والتي تحكي قصة تعرض دكتور كويتي للضرب من قبل عشرة أشخاص "أقرباء" في مستشفى الصدري، وهذا الحدث المتكرر والذي أصبح شبه إسبوعي والذي يدل على غوغائية وتخلف يطغى على الشعب الكويتي ، والذي حتى هذه اللحظه لا يعرف ما يسمى بالقانون والمدنيه بل وحتى الإنسانيه والكرامه ، ومن جهة أخرى أيضا يدل على ضياع هيبة القانون بالدولة بسبب قبلات الأنوف والواسطه المنتشره إنتشارا مخيفا في كل إدارات الدولة.

نتمنى من المسؤولين والمعنيين أخذ أشد الإجراءات بحق هؤلاء الغجر ، لا مأسوف عليهم جميعا ، لعله سيأتيني نفر من الناس ويقول بأنني حكمت قبل أن أستمع للطرف الآخر "العائله" وسبب إعتداءها على الدكتور الكويتي ، أو يأتيني آخر ويقول لعل الدكتور هو من أخطأ ، فسأرد بالمنطق "المدني" والذي يسترد حقك بالطرق الحضاريه والقانون ، وليس الضرب والإهانه ، خصوصا وأنه ضرب من قبل عشرة أشخاص دفعة واحده ، وكأنهم في العصر الحجري وتلقفوا فريسة ديناصورية صغيره ، لينهالوا عليها بالضرب والإهانه حتى يلتهموها!
لا أعلم إلى أين سيصل موطني ، أصبحنا في حفرة عميقه جدا ، حفرة غطاؤها التخلف والرجعيه ، وحافرها الفساد والواسطه

أسفي على بلدي!

2 الـتـعـلـيـقـات:

فريج سعود said...

قرار المنع بيد جماعات الضغط وتصريحات وتهديدات النواب وليس بيد الاجهزة الامنية كما هو رسمي

وكل عام وانت بخير

كويــتي لايــعه كبــده said...

الانشغال في تجميع الثروة بدلا من إدارة مصالح الدولة ترك الفساد ينتشر بل وتعمد بالجزء الأكبر منه وتراكم هذا الفساد عبر السنين أخل بميزان كل ما هي الكويت من مجتمع ومدنية وهيبة قانون واقتصاد ومستقبل وثبات سياسي. الدولة أضعفت "من الداخل" وينعكس هذا الضعف ليس فقط في المرافق الغير مشرفة ولا الخدمات التالفة بل المسؤوليات الأساسية للدولة من أمن وسياسة خارجية. فساد الكويت "عام" وأكثر خطرا من أي تهديد خارجي.



أما حادثة الضرب فنحن بالكويت نفتقر الى قانون أو تنظيم للمهنة الطبية ومسؤولياتها على شاكلة
malpractice law
في الغرب. الكثير من الممارسين يستحقون الضرب الا أنه وضع غير طبيعي ويجب معالجة الظاهرة الغير حضارية بطريقة صحيحة.