التنميه والمجهول

بالبدايه أبارك للأمه العربيه من مشارقها ومغاربها إقرار دولة الكويت الخطه التنمويه التي غابت عن الساحه لعمر طويل ، حتى بات فرحنا اليوم في كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع ، وكأننا بحديثنا عن المشاريع الضخمه نندرج تحت الدول المتقدمه "أوتوماتيكيا" وبدون تطبيقها أصلا ، لهذا نجد وسائل الإعلام المحليه والعالميه "إن وجدت" فرحة جدا بهذا الإنجاز الحكومي الضخم ، والذي لا يتعدى مسودة ورقيه مملوءه بألوان الحبر حتى هذه اللحظه...

ثم سأنتقل إلى مهرجان هلا فبراير السنوي العريق ، والذي جاء عن طريق الصدفه في نفس توقيت مهرجان التسوق بدبي ، وكأننا نريد التحدي مع الدول المجاوره في المهرجانات ، ولكننا تناسينا أو نسينا بأن الدول المجاوره لديها كل ما نفتقده نحن ، إلى متى سيعتبر الشعب والحكومه إنشاء مجمعات التسوق مظهر من مظاهر التطور والإنجاز؟ وكم عدد قاعات العرض السينمائيه الذي ستصل إليه هذه المجمعات مع ملاحظة إزديادها وكثرتها في كل مجمع جديد "تنجزه" الدولة أو الأفراد.. 

بالمناسبة ، ومع ذكر هلا فبراير ، لاحظت زيادة مخيفه في عدد البلاغات الكاذبه ، والتي ارتكز أغلبها على وجود قنبلة في أحد المجمعات ، فياترى هل تستطيع جهات الدولة ملاحقة هؤلاء السذج ومحاسبتهم؟ أم أنها ستترك الشعب وأفراد الأمن في إمتحان يومي للإخلاء والتمشيط؟

ولا يسعني أن لا أعرج أيضا على الأمور المضحكه الحاليه بالبرلمان الكويتي ، فكل إناء بما فيه ينضح ، مع غياب ملحوظ جدا للتيار الوطني، والذي إكتفى بالجلوس خلف المدرجات الرياضيه وملاحقة كل من "خرب" الرياضه الكويتيه، مع ملاحظتي الشديدة لإنهيار كل أمر يمسه البرلمان الكويتي أو الحكومه الكويتيه الحاليه، لعل التعليم والرياضه يكفيان لإستيضاح الأمر ، فنجد النائب الذي يتحدث عن سوء التعليم بالكويت وتفشي الفساد في مؤسساته ينتقد من جهه ومن ثم ينطلق إلى مكتب الوزير أو الوزيره لتخليص أمور أقرباؤه من جهة أخرى ..وهكذا...

بالختام لا يسعني إلا أن أدعوا رب الأرباب ليخلصنا من كل مفسد وفاسد ، وأن يلقي بهم في مكان يتصارعون فيه مع ظلالهم بعيدا عن البشريه ، وأن يجعل من نوابنا أكثر تفهما وعقلانيه ، وبالطبع لا ننسى الدعاء للحكومه الموقره والتي فرحت كثيرا بإنشاء تلك المسوده التي فرح الشعب باكمله بصدورها ، حتى تتمكن من إنجاز سطرين أو ثلاث ومن ثم إلقاء اللوم عالمجلس في إيقاف العجلة...عجلة أقلام الحبر