حبك يا وطن

Saturday, January 30, 2010

إنقراض العرب..والكويت

قبل أن أبدأ الحديث وأخوض في موضوعي هذا ، أو أن اوضح بالبدايه بأن لفظة أو عبارة "الأمه العربيه" برأيي المتواضع عبارة خاليه ، وعباره مملوءه بالألم والأسى ، الألم على أحوال هذه "الدول المتجاوره" التي تطلق على نفسها إسم الامه، أو إقتباسا من القرآن الكريم الذي أتى بما معناه بأننا "كنا" خير أمة ، والأسى كل الأسى على الفشل الذريع في التعاون والتعاضد بين هذه الدول العربيه المتجاوره. اليوم أصبحت تلك الدول تسترق السمع والبصر على بعضها البعض خشية قيام ذلك الجار أو تلك الدولة العربيه القريبه بعمل "مخزي" يهز ويرعد دول الجوار ، والتي تدعي دوما وترفع شعارات العروبة والولاء لتلك الأمه في كل محفل وجحفل. فيا عجبي لهذه الدول...أو هذه الأمه

بحكم أنني مواطن كويتي ، والكويت دولة عربيه وجزء لا يتجزأ من هذه الأمه كما نص الدستور وفرض الواقع الجغرافي علينا. وإذا نظرنا إلى حال هذه الدول العربيه منذ فترات بعيده من الزمن لوجدنا التفكك والصراع الدائم فيما بينها، فأصبحت هذه الدول وهذه الأمه اليوم مكانا غير قابل للعيش فيه إلا بعد تدخل المنظمات الدولية وعقلاء الغرب في شئوننا. طبعا كل هذه الخلافات والأمور الحاصله سواء بداخل الدولة العربيه أو بخارجها مع الدول المجاوره ، ترجع أسبابها إلى "سطحية" العقل العربي، وإلى بحثه الدائم عن السلطه والتعظيم ، ولذلك أصدرنا نوع جديد من الولاءات الوهمية واطلقنا عليه إسم "العروبة" المصطنع. العروبة اليوم باتت منقرضه تماما عن العالم ، ليس بإسمها وشعبها ، بل بإنجازها وتأثيرها عالعالم، التأثير هنا بمعنى العلمي والثقافي والأدبي..إلخ

في الكويت ، الوضع لا يختلف نهائيا عن باقي الدول ، بالطبع يختلف التطبيق أو الشكل الظاهر ، ولكن الباطن لا إختلاف فيه، حين تقوم الحكومه الكويتيه ويقوم البرلمان الكويتي كذلك بإصدار قوانين وتشريعات ليس من شأنها إلى تخلف وتراجع الشعب والدولة ، متمثلة بتقييد الحريات العامه وبالتالي حجب الكثير والكثير من الثقافات والدراسات العلميه أو العملية عن هذا الشعب ، بحجة إضفاء الطابع الديني والهوية الدينيه على الدولة من جهه، والحفاظ على العروبة و مغازلة الأمه العربيه من جهة أخرى. الكثير من الأمور التي تناستها الحكومة الكويتيه بالسابق ، أتت اليوم وطفت على السطح من جديد ، وذلك بالطبع ليس من دهاء الحكومه أو حتى البرلمان الكويتي ، بل بسبب ضغط المنظمات الدولية مثل الأمم المتحده وغيرها على الدولة للإلتزام ببعض الأمور المصنفه ، كالإنسانيه والحرية. فأنا شخصيا أعتقد بأن هذه الديناميكيه في التراجع عن القرارات السابقه ، او حتى إصدار تشريعات حديثه، لا تأتي إلا بعد تدخل هؤلاء العقلاء من الغرب..أو كما يسميهم البعض أعداء العروبة...عجبي

اليوم وبعد كل التجارب السابقه وتطبيق تلك الديناميكيه العربيه-الغربيه ، تأتي حكومتنا الموقره "العربيه" بجملة أخرى من القوانين والضوابط القامعه أو القاتلة للحريات ، والتي أعتبرها أمورا غير مبرره نهائيا ، ولا يجب علي أيضا أن أنسى أن أذكر مقترح بعض الرسل ، عفوا النواب، والذي أضاف أو يحاول أن يضيف صبغة إسلاميه على حد زعمهم  على الدولة "العربيه" وبعض القوانين، مثل خطة التنميه ووضع ضوابط لزائري البلد من المحاظرين.

سأنتظر وأشاهد كما في السابق سقوط تلك التراهات الحكوميه - النيابيه خصوصا بعدما صرحت منظمة الأمم المتحده قبل أيام معدودة بهذا الشأن ، وسأبتسم إبتسامة عريضة لرؤية "العاده" العربيه المضحكه وهي تتكرر بعد تدخل عقلاء الغرب لحل هذا الموضوع ، فنحن أمة لا يغيرها الواقع والتطور أبدا .. بل بالعكس ، نحن نسعى بكل جهد وتظافر لإيقاف هذا التطور وذاك الواقع بكل ما نملك من قوة ، حتى تنمحي هذه الهوية "العربيه" عن العالم نهائيا بلا رجعة. فالوجود الحقيقي يكمن في الإنجاز ووضع البصمه على العالم المحيط بنا ، وليس الوجود أو التواجد بأشخاصنا وأعدادنا.

6 الـتـعـلـيـقـات:

EXzombie said...

اعتقد بان ذكر اية كنتم خير امة اخرجت للناس الان ستعني بان القرآن بشري و ان هذا الرب الذي الي انزل الاية ليست لديه سعة البصيرة او التبصر ليرى حقيقة هذه الامة العاهة و العالة على البشرية

الدين اصبح احد روافد التخلف و عامود رجعية و محاربة للتطور و الرقي، و لا اعني بالتكنولوجيا و التقدم العلمي فحسب بل حتى على الجانب الانساني و البشري، فقدنا اقل مقومات الانسانية فالاسلام الدين الوحيد الذي لا يمنع الرق و العبودية بحجة عدم مخالفة سنة رسول مات من 1400 سنة، و التف حول المنطق و العقل فجعل اختزال المرأة في مكنة تفريخ و عورة و جنس اكراما لها بان حجبها كملكية و قطعة اثاث داخل البيت و سمى ذلك اكراما للمرأة

المثقف اصبح عدوا للمجتمع و الدين
فانت تهاجم ان كنت تقرأ او غارقا في القراءة و عندما تكتب فانك تهمش و عندما تنشر فانك تحارب و تمنع و تسرق


http://www.awan.com/pdfs/view/2253

مـغـاتيــــــــــــر said...

تركيب أو بنية العقل العربي

موضوع ألفوا فيه كتب

لأنه فعلا أزمة و عقبة أمام الشعوب العربية حتى تتطور

:-)

@alhaidar said...

صديقي فقط أختلف معك في كلمة أبدا الواردة في الفقرة الأخيرة ..

فلا يأس مع الحياة ..

وطالما هناك صوت "نشاز" يدعو للتغيير فالأمل يحدوني بأن يتحول يوما إلى "غير نشاز" ..

وحتى الأمم الأخرى تغيرت بفعل إرادة شعوبها وصارت من الدرك الأسفل إلى السلم الأعلى في مقياس التقدم والحضارة ..

دمت بخير .. وتحياتي ..

well_serviceman said...

EXzombie:

بالنسبة للفقره الأولى، ليس كما قلت عزيزي ، فالإنسان مخير وليس مسير ، فهو يختار بان يكون في إطار هذه الامه الخيره أو خارجها ، فلو كان الإنسان مسيرا من الرب في كل أموره لما إحتاج البشر إلى هذه الدنيا للإمتحان.

الفقرة الثانيه، لم أفهم معنى العبودية والرق الذي تطرقت له بالفقره، إذا كنت تقصد العبوديه بمعنى العبوديه البشريه المعروفه ، فالإسلام أول من نهى عنها والدليل على ذلك هو بداية الإسلام عندما قام الرسول والصحابه بإعتاق العبيد وتحرير الرقبات وكسر قاعدة العبوديه البشريه ، أما اذا كنت تقصد بمعنى عبودية الرسول ، فلا أعتقد بأن ذلك يحدث عند المسلم الواعي ، فالعبوديه لغير الرب هو شرك ومذكور بالنص القرآني ، العبوديه لله وحده لا شريك له وليس لغيره ولا حتى انبياءه ، يبدولي بانه اختلط لديك مفهوم العبوديه والقدوه ، فالقدوه والإقتداء بافعال النبي لا تعني العبوديه المطله له ، وهكذا ، ولا أكاد انكر بان البعض لا برضى حتى على المسائله على النبي من قبل "غير" المسلم بحجة الغاريه على الدين وهذا الذي شوه ومازال يشوه الدين لدى جميع الديانات برأيي. بالنسبة للمرأه فلن أختلف معك بان هناك كما غفيرا من الاحاديث التي تشوه سمعة المرأه، بل حتى تشوه سمعة النبي صلوات الله عليه من غير قصد لدى جميع المذاهب ، ولكن هذه الأحاديث اختلف عليها كثيرا من العلماء وتم دراسة الكثير منها والتأكد من عدم صحتها ، ولم أجد في القرآن ما يقوم بعكس ذلك ، أي بعدم كرامة ودور المرأه في المجتمع والبيت؟

الفقره الأخيره ، ليس المثقف فحسب ، بل للأسف اليوم أصبح المفكر او الباحث مخالفا للدين والشرع ، أصبح البعض لا يطيق حتى مسائلة المعمم او الملتحي وهما سويان ، وعند سؤالك لهذا أو ذاك عن سند أو روايه او سبب يخرجك عن المله ويدعوا لك بالتوبه وكأنك انكرت الدين باكمله.. وهذا ما يشوه سمعة الدين كما ذكرت

خلاصة الكلام بأن الخطأ ليس من الدين ، أي ديانة ليست فقط الإسلام ، ولكن المشكله في التطبيق البشري والتعصب البشري لهذا الدين او المنهج ، خصوصا عندما تأتي للإجتهاد والخطأ ، فنأسف على من يسلم تسليما مطلقا لإجتهاد أحد المشائخ أو المعممين ، ويجعله موازيا للنص القرآني بغير قصد.

تحياتي لك

well_serviceman said...

مغاتير:

يا ترى هل هذا الامر موروثا؟ أم أنه سببا لتقديس الأشخاص وتقديس الأوهام كوهم العروبه والانتصار لها؟ أم أنها وقعت تحت قمع الدكتاتوريه العربيه سواءا بالحكم أو الإماره او حتى الإنتماء؟ هذه التساؤلات التي تطرأ على بالي من فترة لأخرى ولا اجد لها جوابا!

تحياتي لك

well_serviceman said...

أحمد الحيدر:

أهلا بالزميل، كلمة "أبدا" هنا جاءت مرتبطة بما جاء قبلها ، فإن إستمرينا في هذا الإنحدار ، ستنقرض الأمه العربيه من هذا الكون فكريا وثقافيا وأدبيا ، سنكون متواجدين فقط في أجسادنا ، وهذا ما قصدته بأبدا ، بنظري المتواضع جدا بأن الأمل متواجدا في كل الاحوال ، ولكنه يتقلص كثيرا مع مرور الزمن ، وهذا ما أخشاه كثيرا ، مرحلة اللارجعه!

تحياتي لك والتفاؤل سيكون موجودا إنشاءالله