مذهبة الدولة

من الغريب ، بل المزعج أن نستمع إلى أصوات تتصارع من المذاهب المختلفه على "مذهبية" الدولة ، تجد طرفا من الأطراف يقول بأن الكويت دولة تتبع مذهبه ، والطرف الآخر يستنكر ويقول بان الدولة بل تتبع مذهبه هو ، ويستمر الجدل وأستغرب أكثرا فأكثر.

عجبي لهؤلاء ، كيف أن الكثير منهم من يدعي باننا بدولة "مدنيه" بحته ، أو جديده على هوى القائل، ومن ثم يقول بان الكويت دولة مذهبيه ، عجبي لهذا التناقض.

عندما يدشن الحاكم في أي دولة دستورا يسطره عددا لا بأس فيه من القانونيين والسياسيين والقياديين ، يفرض الواقع على هذه الوثيقه الصبغه "المدنيه" البحته ، بالرغم من وجود بعض العبارات التي جعلت من دستورنا "وسطيا" إلى حد ما وتغلغلت فيه صبغه دينيه خفيفه ، لكن هل يفقه هؤلاء ما معنى المدنيه؟

إذا كانت دولتنا الحبيبه هي دولة لطائفه واحده ، والطوائف الأخرى "أقليات" لا أكثر كما يزعم هؤلاء "المراهقون" إن صح قولي ، إذا لماذا تطالبون بالحريه وبالديمقراطيه ، لماذا لا تطالبون الإلتزام بهذه المذهبيه المزعومه والتي تفرض عليكم "الشورى" في محل الديمقراطيه وتفرض عليكم "المشيخه" في أمور أخرى؟

إن القول بان الكويت دولة مذهبيه هو قول خطير ، خصوصا بعدما جاء على لسان النائب المحترم فيصل المسلم ، ولعلي أقف على مقولة النائب بأن الكويت دولة لطائفه دون الأخرى ، وأتعجب عجبا بعيد الأمد ، فإن كان الفساد الحكومي والمخطط الحكومي العريق "فرق تسد" والذي تطرق له الأخ النائب المسلم في عدة مواضع ، قد تخلل عقله بعدما نخر في عقول بعض الشباب والشابات ، إنها لكارثه ، وإنها لمصيبه أكبر من مصيبة الشيكات ، فهذا العقل "المحدود" والذي تسرع في الإدلاء بهذه الكلمات ...ليس إلا عقلا صغيرا، حيث أن الكويت هي دولة الكويت ، لاهي دولة مذهبيه ، ولا هي دولة لطائفه على أخرى ، فأين المدنيه من مدعين المدنيه؟

---------------------------------------

أتذكر قصيدة المفكر الشاعر أدونيس تحت عنوان مستقبل الحرية

غداً ، عندما بلادي تغنّي

أنا الحبّ يُؤثَر عنّي

بوجهي محوتُ السّوادا

وصرت لكلّ بلادٍ بلادا -

فلم يبق في أرضنا ظلامٌ ولم يبق شرُّ ،،

فقل أنا حُرٌّ ، وقل أنتَ حُرُّ .