حبك يا وطن

Wednesday, January 13, 2010

المكتب ، وعقلي


أجلس اليوم في تلك الزاويه المعهوده، الزاوية التي لا أجلس فيها ولا أقربها إلا في حالة الملل الشديد والضجر ، زاوية المكتب الخاوي الذي وضعته فيها عل وعسى أبرح عادتي بالدراسه والقراءه مستريحا في غرفة المعيشه ، والتي تكون في أغلب الأوقات مكانا غير مناسب لمثل هذه الأعمال لوجود التلفاز والحاسوب فيها.


اليوم جلست على زاوية المكتب ، أحتسي القهوه التركيه الممزوجة بلمسة عاطفيه من السكر الخفيف ، وأتفكر وأغرق في خيال واسع ، خيال أصبح فيه كل ما في هذا الكون ممكنا ، رأيت الكون بلا جاذبيه ورأيت الإنسان يجري ومن خلفه "ذيل" ورأيت أمور لا يمكن أن تحدث ، كمثل الإستقرار السياسي بالكويت ، وعلاقة السلطتين ممتلأه بالحب والتفاني بالعمل والإخلاص..وهكذا


لا يخفى عليكم بأن الوضع الحالي أصبح لا يطاق ، بل حتى أنه في مخيلتي رأيت رجلا كبير السن ، يحتسي الشاي ويفكر بمستقبل زاهر وجميل للكويت ، الكويت التي إعتاد فيها الجميع على العيش الكريم والعيش بتناغم وإخاء ، تلك الأمور التي كانت موجوده في زمن ليس ببعيد ، والتي "على حسب فهم هذا الرجل" ستتطور مع تطور الزمن ، وتزدهر أكثر مما كانت عليه ، بإفتراضه بأن العالم يتطور وكذلك تتطور الشعوب وتصبح أكثر تقبلا وأوسع فهما.


في طبيعة الحال كلانا ، اي أنا وذاك الرجل، كنا نعيش لحظات "خياليه" لا أكثر ، نتغازل نحن وعقولنا الباطنيه بأمور نشتهي أن نراها على أرض الحقيقة والواقع ، ولكن شاءت الأقدار ، أو إن صح التعبير، شاءت النفوذ أن تغير من هذا، وتجعل ما كان ينظر إليه الرجل في مخيلته وما كنت أنظر إليه أنا في فتره بعيده تفصلنا في مخيلتي مجرد أحلام يقظه ورديه لن تحصل "عالأقل" في هذه الفتره البائسه.


ولكن في كل مره ينتابني هذا الشعور ، وأجلس على ذاك المكتب المهجور ، يأتيني هذا الكابوس ملتحقا به حلم جميل ، وكأن من يقطن في عقلي يريد أن يخبرني بأن أمرا ما سيغير من الحال ، تماما كما كان ذاك الشخص الخيالي الذي سكن عقلي يخبرني بالسابق عن الغربه، ففرحت مجددا وبعث فيني روح الأمل والتفاؤل ، وأخذ يدور ويلوح بيداه في عقلي شريطا من الذكريات التي دمجت الأفلام القديمه والسويعات الجميله الوطنية، بلادنا حلوه....ولكن


الكتاب لأسفي على البعض منهم، فقد سولت لهم أنفسهم أن يصبحوا ملاكا على بوابات خزائن الصكوك الوطنيه، والبعض الآخر أراد التغيير والخروج بفكرة مستحدثه ليعطي صكوك إنتمائيه و دينيه ، مع العلم بأن تلك الفئه من المفترض عليها أن تكون مصبوغه بصبغه ثقافيه، أما الفئه الآخرى والتي دائما ما تلقى عليها ألقابا ومسيمات مختلفه وكثيره ، وهي من طغى عليها الزمن وأصبحت بالية جدا لا تصلح حتى للتفكير في جدول الحساب ، الفئة المتأسلمه التي إختبأ صاحبها خلف عباءة الدين والتدين ، ليس حبا بالديانه تلك ولا تقربا من المعبود المعني بالدياة ، ولكن تقربا من السلطه وأخذ الجاه والمال ..بل حتى أخذ عقول من لا عقل له، أو بما أننا جميعا نمتلك عقول لعلي سأقول بأنهم يأخذون عقول من لا فكر له ، وتحويل تلك العقول إلى حاوية ترمى فيها كل الافكار الشاذه ، فتلك الفئه لا تستطيع يوما أن تأخذ بكلام عالم أو مفكر أو أي تسميه ترفع من شأن صاحبها، فهو بذلك يخالف "ملته" الوهميه التي إستوحاها من عقله ومن مجموعة عقول خاويه خرجت بمعنى جديد للدين.


الوضع الحالي سيتحسن كما أخبرني ذلك الصوت الجميل في مخيلتي ، ولكن كيف؟ ومتى؟ لا يعلم ذلك إلا هذا الذي يطل علي من فترة لأخرى ، ولعلي سأجلس في تلك الزاوية لأكمل الحديث وأسطر ماجاء فيه إليكم.

-------------------------------------------------

على الهامش: مقالة جميله جدا للأستاذه لمى فريد العثمان أتمنى مطالعتها والوقوف خلف الفكره

4 الـتـعـلـيـقـات:

@alhaidar said...

ما أضيق العيش .. لولا فسحة الأمل

well_serviceman said...

الزميل أحمد الحيدر:

الحياة بلا أمل لا طعم لها ، بل حتى لا جدوى منها ، الأمل إنشاءالله متواجد ، ولن نرضخ ونسلك مسلك الهلاك الفكري والتضمر..

تحياتي لك

اقصوصه said...

دائما نطمح فالسمتقبل

هناك غد,,نحن بانتظاره :)

well_serviceman said...

إقصومه:

دائما نطمح حتى "نحقق" المستقبل ، برأيي المستقبل "نحن" من يصنعه ويحدد شاكليته ، وليس العكس ، فإن توقفنا عن العمل ، ليس هناك مستقبلا ، والمستقبل لا نهاية أو قدوم "تام" له، بهو يتجدد ويتشكل على قدر ما تضفي العقول "عليه" وعلى الحياة ، ولكن الطموح لابد منه حتى يأتي "المستقبل المؤقت" ومن ثم يأتي الذي من خلفه..

تحياتي لك وشاكرلك المرور :)