جلس الأبناء والأهل والأصدقاء في هذه الغرفه ، يتسامرون بالاحاديث الشيقه وتأخذ أعين كل منهم محدقة بشاشة التلفاز ، والبعض منهم خرج مسرعا إلى شرفة المنزل ، ليسمع أو يرى أية إشارة تدلل على دخول عام جديد على حياة البشريه ، وما أن شاهد هؤلاء جميعا هذه الإشارات ، حتى تبسمت شفاتهم وأخذ كل منهم يسطر آماله وتطلعاته إلى أمور جميلة في هذه السنة الجديده.
كنت أحد هؤلاء الأشخاص حتى قبل عامين ، فقد كنت بالسابق أنتظر بشوق هذه اللحظه ، فلم أكن لأبرح مكاني وأنتظر من شدة الفرح ، حتى صعقتني الحقيقة المره ، حقيقة أن هذا العام والاعوام المتتابعه من بعده ، ليست إلا رقما مضافا إلى أرقام أخرى. وهو أيضا بكل تأكيد ليس أمرا سيجعل مني إنسانا أفضل أو سيبعث في قلبي الأمل والسرور ، فهو مجرد رقم ، كتبه السابقون ليصبح الأمر أكثر تنظيما من بعد عشوائيته ، أو بالأحرى للحد من عشوائيته ، فحتى يومنا هذا سيجن العقل عند رؤية مختلف الرزنامات الموجوده ، وأساليب قياس كلا منها..
في العامين الماضيين ، أو تحديدا في فترة تقدم هذا الرقم وعندما إحتفل العالم بأكمله بهذه اللحظه، كنت جالسا في المنزل أفعل ما أفعله في الأيام العاديه ، وكأن أي أمر لم يحصل ، وذلك لأني علمت بأنه مادمنا نحن لا نتغير بتغير هذا الرقم ، لن يحصل أمرا حسنا بمجرد دخول هذا العام، وهو الأمر الذي يعلمه الجميع بإعتقادي ، ولكن يحاول أن يتناساه أو يتحاشاه وذلك بمقولة بأن هذا العام سيكون أفضل وأجمل وأرتب..إلخ
يا ترى ماهو التغيير الملموس حتى دخولنا اليوم في ثالث أيام هذا "الرقم" الجديد؟ ماذا حصل؟ هل خرجت لنا الحكومه وأمددت أيدي التعاون مع المجلس؟ هل رجع العصر الذهبي للرياضه الكويتيه؟ هل تمت معاجلة أمراض الإعلام؟ هل قام نوابنا الأفاضل بوقف الإستعجال ووقف الخوض في أمور جانبيه لا تقاس بالأهميه مع أمور أخرى؟
لم يحصل أيا مما ذكرت ، ولن يحصل ذلك ، وذلك ليس ﻷننا نحن في بداية السنه فقط ، ولكن ﻷن كل ما أدى إلى هذه الأمور وهذا التدهور مازال موجودا ولن يتغير بمجرد تغير السنه، فنحن مازلنا نحن ، وهم مازالوا هم ، وإن ظللنا نعلق آمالنا على هذه الأرقام الزمنيه ، لن يحصل ما أملنا به ، ولن يحصل ما أراده هم ، فتغير الزمان "برأيي" هو تغير العقليه ، وليس تغير هذا الرقم الذي ينتظره ملايين الأشخاص لتعليق آمالهم عليه
----------------------------------------
على الهامش: عندما إعتقد البعض بإنتهاء الجويهل ، عاد إلينا من جديد عبر قناة سكوب ، وهذا إن دل إنما يدل على إستمرار هذه المسرحية التي ذكرتها بالسابق، والتي بطلها هو الجويهل ومخرجها الإعلام ومنتجتها أطراف من الحكومه.
تحياتي
0 الـتـعـلـيـقـات:
Post a Comment