وزارة التربيه ، والسياحه

منذ سنه ونصف السنه تقريبا ، قامت وزارة التربيه بإرسال وفدا من نظار المدارس من الإناث والرجال إلى ولاية بنسيلفينيا الأمريكيه ، وتحديدا إلى جامعة بيت لحم الواقعه في مقاطعة آلن تاون ، لإجراء دراسة ميدانيه وتثقيفيه للقاعات الذكيه كما يطلق عليها ، والتي تحتوي على جميع أساليب التعليم المتطورة التي من شأنها تسهيل عملية التعليم عند الطرفين ، الطالب والمعلم، وتوظيف هذه التقنيه في إضفاء صبغه حضاريه متطوره على أزقة التعليم ، والذي بدونه لا ترتقي الدول إلا بالمظهر.

اليوم وبعد مرور كل تلك الأيام ، يا ترى ماذا حصل ، هل رأينا أو إلتمسنا أية مستجدات بهذا الإتجاه؟ وهل كان كل هذا الإنفاق ، والذي فاق مئات الآلاف من الدولارات مجديا أو حتى أثر في تعليمنا؟

إننا اليوم نفتقر إلى أساليب التعليم المتطورة في جامعة الكويت المتهالكه ، فما بالك في مدارس مر عليها ما مر من الزمن وأصبحت أشبه بمقبرة يتزاحم عليها أبناءنا وبناتنا الطلبة والطالبات؟

إننا نرى يوميا الأساليب الجميلة جدا والتي نتمنى أن تصل إلينا، تلك الأساليب المتبعه لدى دول الغرب المتطوره في التعليم حتى في المرحلة الإبتدائيه ، فالطلبة في هذه الدول بلا شك يحملون كما جميلا من العلوم والمعلومات التي لا يعلم بها طالب ثانوي لدينا في الكويت ، فياترى ما هو سبب تأخرنا عن الدول المتقدمه؟ وماهو سبب فشل الكثير منا عند السفر للخارج لتلقي التعليم، فإن لم يكن فشلا دراسيا أي بالعلامات الدراسيه ، كان فشلا ذريعا من ناحية المعلومات والثقافه التي نحملها معنا ، والتي تعتبر لدى الغرب من المعلومات الأزليه؟

نحن مازلنا حتى هذه اللحظه ، ندرس في مدارسنا بأن العرب هم من وضعوا الحجر الأساس لعلوم الدنيا كلها ، ولكن لا ندرس ما وصلت إليه هذه العلوم في يومنا هذا ، فهذا الإسلوب تسبب في خجلنا العلمي الشديد أمام أطفال الغرب ، ناهيك عن النظريات والأمور الجميلة والتي حرمنا منها بسبب لحية باليه أو عمامة مشققه رأت بأن هذه العلوم "كفريه" ولا يجوز حتى قراءتها، ففي أي عصر نحن؟ أما زلنا نحن حتى يومنا جملة "مع أحمد قلم" أم ماذا؟

أتمنى من أن أجد جوابا لدى وزارة التربيه ، فلم أعد أرى أي منظرا من مناظر التطور في القاعات الدراسيه المدرسيه خصوصا بعد أكثر من وفد وبعد أكثر من دراسة ميدانيه قامت بها إلى دول الغرب في هذا الشأن ، فلماذا هذا الإهدار للمال؟ ولماذا نصرف المزيد حتى نعطي النظار إجازة سياحيه مدفوعة الثمن على أكتاف الوزاره من غير أن نأخذ بعين الإعتبار أسباب هذه الزيارات؟ أين وصلتم في موضوع القاعات الذكيه؟ وهل سنراها تطبق في مدارسنا المتهالكه والتي هي أشبه بالمقبره كما ذكرت سابقا؟ أم أننا سنبقى على عهدنا المضحك بالطباشير واللوحه السوداء المتشققه؟ واذا ما طبقت هذه القاعات الذكيه ، هل سنجعلها لتدريس المناهج المتأخره التي لدينا؟ أم ستتطور المناهج مع تطور القاعات الدراسيه كذلك؟