ماعندك ما عند جدتي يا صديقي

كل اللي يقرأ الجرايد هالأيام او يسمع أخبار المجلس ينتابه شعور من الخوف والإحباط النفسي ، سواءا لرداءة ما يستمع إليه أو للصدمه التي يتعرض لها في حال ما إذا كان متأملا خيرا من بعض الاشخاص في السلطتين..

جلست مع أحد الأصدقاء العزيزين على قلبي ، وهو خليجي الجنسيه ، وتحديدا من المملكه العربيه السعوديه ، فإبتدأنا حديثنا المعتاد عن التساؤل عن أحوال الدراسه والهم الدائم في الغربه ، فكنت دوما أرد على إستفساره متبسما "ما عندك ماعند جدتي يا فلان" وبهذه العباره البسيطه ، نكون قد تناسينا على الأقل بعض همومنا المتراكمه وسط الأجواء المشحونه في الغربه.

ولكن بعد أن أشعل كلا منا سيجارته المعتاده والتي عادتا ماتكون مصحوبه بالريدبول أو أي مشروب بارد ، أخذ صديقي نفسا عميقا ، ووجه إلي تساؤلا لم أكن لأتوقعه من قبل ، خصوصا وأننا تناقشنا مرارا وتكرارا في بعض الأمور السياسيه على مستوى الخليج وعلى مستوى فهمنا المتواضع لمجريات الأمور.

كان سؤاله بتلك اللهجه "الشرقيه" الثقيله أنقله كما سمعته: بوفلان وشلون تقولون أنتوا في الكويت ماعندكم سنه وشيعه وأكو الجرايد مليانه شخابيط بين نواب مجلسكم وبين شخصيات كبيره في البلد عندكم؟

كانت كل كلمة يلقي بها نحوي بمثابة "خازوق" تطعن في قلبي ، خصوصا وأنه أتى بالسؤال بطريقة وكأنه يلمح بأنني قد "أوهمته" بشيئ من وحي الخيال أو شيئ لاوجود له في الواقع. فجلست أقرأ معه مقالا مقالا وتصريحا يتبع تصريحا ، وجلست أعطيه رأيي واتناقش مع في نقاط "ضعف" او في تاريخ كل من تلك التصريحات.

بدأت بتصريح النائب صالح عاشور ، فقد إستسبع النائب وأخذ يصرخ بأن كل شيعة الكويت متفقون على أن المناهج فيها إساءة إلى المذهب الشيعي ، فقلت لصديقي ، يا فلان ثق وآمن بأننا في الكويت سنة وشيعة درسنا وتعلمنا وعشنا في مكان واحد ، ولم نتقول ولا بكلمة واحده تحمل في طياتها أي معنى من معاني الطائفيه ، فنحن بالنهايه شعب نقطن في دولة واحده ومصيرنا واحد ، لا يفرق بيننا كائن من كان ، وأن النائب صالح يمثل نفسه فقط ، ولا يمثل الشيعه في الكويت ، ولا أرضى شخصيا أن يمثلني أحد من مستوى هذا الفكر..

ومن ثم عرجنا على تصريح المهري ، وكيف أنه وصف شريحة كبيره من أبناء وطننا الكويت باوصاف لا تليق بأي شخص "مسلم" فلا أعلم من أين جاء بتلك الألفاظ الأستاذ الفاضل ، فشرحت لصديقي كيف أن هذا الإنسان هو وكيل مراجع "للأسف" في الكويت ، ولا يحمل أية صفة سياسيه في البلد ، ولكنه حطبه من حطب الشطرنج التي يتحكم فيها فلان الفلاني ليدلوا بما في عقله على لسان هذا الإنسان "العوج" والذي أيضا كمثل الذي قبله لا يمثل سوى نفسه ، ولا حتى يمثل الكويتيين ناهيك عن الطائفه ككل.

وبالنهايه اختتمنا بمجمل تصريحات بعض المتشددين دينيا ، فأخذت أمل ان أكرر حديثي لصديقي ، فقلت له يا فلان ، أخذها كاش من أخ عزيز عليك ، كل متشدد دينيا في الكويت لا يمثل سوى نفسه ، وهنا أقصد بالمتشددين ليس كل من تمسك بعقيدته ، ولكن كل من لايملك العقل السليم وينطق بإسم الدين ، فهؤلاء قلة ولله الحمد وهم منبوذون من قبل الأغلبيه ومن قبل الطرفين في البلد ، فلا تحكم على بلد يصون جميع الأطياف ويحفظ حقوق كل مواطن على أرضه الطاهره ، بمجرد قراءتك لتلك التصريحات التي تمثل المستوى الفكري الهابط لديهم.

فختمت النقاش بالمقوله المشهوره ، ولكن في هذه المره لم أوجهها لصديقي فحسب، بل وجهتها وما زلت أوجهها لكل من يعتقد بأن لديه الحق في تمثيل من يريد تمثيله ، "يا فلان ، هذول ما هندهم ماعند جدتي نفسك ، لو عندهم شي كان ماقالوا اللي قالوه" وختمت بالدعاء لبلدي ، عسى ربي يحفظج ياديرتي من كل مكروه ، ونتمنى أنها ماتكون لعبة جديده من بعض السفهاء من أطراق الحكومه لتأجيج الشارع الكويتي وتشتيت الوحده الوطنيه وتشتيت دور المجلس الرقابي حتى يتسنى لهم اللعب

ودمتم سالمين